اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 216
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهؤلاء القوم جهلوا العلم فمالوا إِلَى الهوى وقد أَنْبَأَنَا زاهر بْن طاهر قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عثمان الصابوني وأبو بَكْر البيهقي قالا أَنْبَأَنَا الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ النيسابوري قَالَ أكثر مَا التقيت أنا وفارس بْن عِيسَى الصوفي فِي دار أبي بَكْر الأبريسمي للسماع من هزارة رحمها اللَّه فإنها كانت من مستورات القوالات.
قَالَ المصنف: قلت وهذا أقبح شيء من مثل الحاكم كيف خفي عَلَيْهِ أنه لا يحل لَهُ أن يسمع من امرأة ليست بمحرم ثم يذكر هَذَا فِي كتاب تاريخ نيسابور وَهُوَ كتاب علم من غير تحاش عَنْ ذكر مثله لقد كفاه هذا قد حافى عدالته.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: فَإِن قيل مَا تقول فيما أخبركم به إسماعيل بْن أحمد السمرقندي نا عُمَر بْن عَبْدِ اللَّه نا أَبُو الْحُسَيْن بْن بشران نا عثمان بْن أَحْمَدَ نا حنبل بْن إسحاق ثنا هرون بْن معروف ثنا جرير عَنْ مغيرة قَالَ كان عون بْن عَبْدِ اللَّهِ يقص فَإِذَا فرغ أمر جارية لَهُ تقص وتطرب قَالَ المغيرة فأرسلت إليه أَوْ أردت أن أرسل إليه إنك من أهل بيت صدق وأن اللَّه عز وجل لم يبعث نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحمق وإن صنيعك هَذَا صنيع أحمق فالجواب أنا لا نظن بعون أنه أمر الجارية أن تقص عَلَى الرجال بل أحب أن يسمعها منفردا وهي ملكه فَقَالَ لَهُ مغيرة الفقيه هَذَا القول وكره أن تطرب الجارية لَهُ فما ظنك بمن يسمعن الرجال ويرقصهن ويطربهن وَقَدْ ذكر أَبُو طالب المكي أن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر كان يسمع الغناء.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: وإنما كان يسمع إنشاد جواريه وَقَدْ أردف ابْن طاهر الحكاية التي ذكرها عَنِ الشافعي وَقَدْ ذكرناها آنفا بحكاية عَنْ أَحْمَد بْن جنبل رواها من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أحمد قَالَ سمعت أبا العباس الفرغاني يَقُول سمعت صالح بْن أحمد بْن حنبل يَقُول كنت أحب السماع وكان أبي أَحْمَد يكره ذلك فوعدت ليلة ابْن الخبازة فمكث عندي إِلَى أن علمت أن أبي قد نام وأخذ يغني فسمعت حس أبي فوق السطح فصعدت فرأيت أبي فوق السطح يسمع وذيله تحت إبطه يتبخطر عَلَى السطح كأنه يرقص.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: هذه الحكاية قد بلفتنا من طرق ففي بعض الطرق عَنْ صالح قَالَ كنت أدعو ابْن الخبازة القصائدي وكان يَقُول ويلحن وكان أبي فِي الزقاق يذهب ويجيء ويسمع إليه وكان بيننا وبينه باب وكان يقف من وراء الباب يستمع وقد أَخْبَرَنَا بِهَا أَبُو منصور القزاز نا أَبُو بَكْرِ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت نا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن النوري ثنا يوسف بْن عُمَر القواس قَالَ
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 216