اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 183
مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي بْن أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا رزق اللَّه بْن عَبْدِ الْوَهَّاب قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ سمعت جدي يَقُول دخل أَبُو الْحَسَنِ الدراج البغدادي الري وكان يحتاج إِلَى لفاف لرجله فدفع إليه رجل منديلا ديبقيا فشقه نصفين وتلفف به فَقِيلَ لَهُ لو بعته واشتريت مِنْهُ لفافا وأنفقت الباقي فَقَالَ رحمه اللَّه أنا لا أخون المذهب.
قَالَ المصنف: وَقَدْ كان أحمد الغزالي ببغداد فخرج إِلَى المحول فوقف عَلَى ناعورة تأن فرمي طيلسانه عليها فدارت فتقطع الطيلسان قَالَ المصنف رحمه اللَّه قلت فانظر إِلَى هَذَا الجهل والتفريط والبعد من العلم فإنه قد صح عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عَنْ إضاعة المال ولو أن رجلا قطع دينارا صحيحا وأنفقه كان عند الفقهاء مفرطا فكيف بهذا التبذير المحرم ونظير هَذَا تمزيقهم الثياب المطروحة عند الوجد عَلَى مَا سيأتي ذكره إن شاء اللَّه ثم يدعون أن هذه الحالة لا خير فِي حالة تنافي الشرع أفتراهم عُبَيْد نفوسهم أم أمروا أن يعملوا بآرائهم فَإِن كانوا عرفوا أنهم يخالفون الشرع بفعلهم هَذَا ثم فعلوه أنه لعناد وإن كانوا لا يعرفوا فلعمري إِنَّهُ لجهل شديد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي القاسم نا حمد بْن أَحْمَدَ نا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْدِ ربه الْحَافِظ قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول سمعت عَبْد اللَّهِ الرازي يَقُول لما تغير الحال عَلَى أبي عثمان وقت وفاته مزق ابنه أَبُو بَكْر قميصا كان عَلَيْهِ
ففتح أَبُو عثمان عينه وقال يا بني خلاف السنة فِي الظاهر ورياء باطن في القلب.
فصل: قال المصنف: وفي الصوفية من يبالغ فِي تقصير ثوبه وذلك شهرة أيضا أَخْبَرَنَا ابْن الحصين نا ابْن المذهب ثنا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثني أَبِي ثنا مُحَمَّد بْن أبي عدي عَنِ العلاء عَنْ أبيه أنه سمع أبا سعيد سئلى عَنِ الإزار فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "إِزَارُ الْمُسْلِمِ إِلَى أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ لا جُنَاحَ أَوْ لا حَرَجَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ النَّارُ" أَخْبَرَنَا المحمدان بْن ناصر وابن عَبْد الباقي قالا نا حمد بْن أَحْمَدَ نا أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ ثنا أَبُو حامد بْن جبلة ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق ثنا إبراهيم بن بْن سَعِيد الْجَوْهَرِيّ قَالَ كتب إلي عَبْد الرزاق عَنْ معمر قَالَ كان فِي قميص أيوب بعض التذبيل فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ الشهرة اليوم في التشمير وقد روى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن هانيء قَالَ دخلت يوما عَلَى أبي عَبْد اللَّهِ أحمد بْن حنبل وعلي قميص أسفل من الركبة وفوق الساق فَقَالَ أي شيء هَذَا وأنكره وقال هَذَا بالمرة لا ينبغي.
فصل: قال المصنف: وَقَدْ كان فِي الصوفية من يجعل عَلَى رأسه خرقة مكان العمامة وهذا
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 183