responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 123
وفي ذيل المرأة يطهره مَا بعده وقال: "يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام" وكان يحمل ابنه أبي العاص بْن الربيع فِي الصلاة ونهى الراعي عَنْ إعلام السائل لَهُ عَن الماء وما يرده وقال: "مَا أبقيت لنا طهور" وقال: "يا صاحب الماء لا تخبره" وَقَدْ صالح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأعراب وركب الحمار معروريا وما عرف من خلقه التعبد بكثرة الماء وتوضأ من سقاية المسجد ومعلوم حال الأعراب الذين يأتي أحدهم من البادية كأنه بهيمة أَوْ مَا سمعت أن أحدهم أقدم عَلَى البول فِي المسجد كل ذلك لتعليمنا وإعلامنا أن الماء عَلَى أصل الطهارة وتوضأ من غدير كأن ماءه نقاعة الحناء فأما قوله: "استنزهوا البول" فان للتنزه حدا معلوما وهو أن لا يغفل عَنْ محل قد أصابه حتى يتبعه الماء فأما الاستنثار فانه إذا علق نما وانقطع الوقت بما لا يقضي بمثله الشرع.
قَالَ المصنف: وكان أسود بْن سالم وَهُوَ من كبار الصالحين يستعمل ماءا كثيرا فِي وضوئه ثم ترك ذلك فسأله رجل عَنْ سبب تركه فَقَالَ نمت ليلة فَإِذَا بهاتف يهتف بي يا أسود مَا هَذَا يَحْيَى بْن سَعِيد الأنصاري حَدَّثَنِي عَنْ سَعِيد بْن المسيب قَالَ إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرفع إِلَى السماء قَالَ قلت لا أعود لا أعود فأنا الْيَوْم يكفيني كف من ماء.

ذكر تلبيسه عليهم فِي الأذان
ومن ذلك التلحين فِي الأذان وَقَدْ كرهه مالك بْن أنس وغيره من العلماء كراهية شديدة لأنه يخرجه عَنْ موضع التعظيم إِلَى مشابهة الغناء ومنه أنهم يخلطون أذان الفجر بالتذكير والتسبيح والمواعظ ويجعلون الأذان وسطا فيختلط وَقَدْ كره العلماء كل مَا يضاف إِلَى الأذان وَقَدْ رأينا من يقوم بالليل كثيرا عَلَى المنارة فيعظ ويذكر ومنهم من يقرأ سورا من القرآن بصوت مرتفع فيمنع الناس من نومهم ويخلط عَلَى المتهجدين قراءتهم وكل ذلك من المنكرات.

ذكر تلبيسه عليهم فِي الصلاة
من ذلك تلبيسه عليهم فِي الثياب التي يستتر بِهَا فترى أحدهم يغسل الثوب الطاهر مرارا وربما لمسه مسلم فيغسله ومنهم من يغسل ثيابه فِي دجلة لا يرى غسلها فِي البيت يجزىء ومنهم من يدليها فِي البئر كفعل اليهود وما كانت الصحابة تعمل هَذَا بل قد صلوا فِي ثياب فارس لما فتحوها واستعملوا أوطئتهم وأكسيتهم ومن الموسوسين من يقطر عَلَيْهِ قطرة ماء فيغسل الثوب كله وربما تأخر لذلك عَنْ صلاة الْجَمَاعَة ومنهم من ترك الصلاة جماعة لأجل مطر يسير يخاف أن

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست