responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 115
قَالَ المصنف أنظروا مَا يصنع قلة الفقه فان هَذَا الرَّجُل الكبير القدر فِي معرفته النحو واللغة لو علم أن هَذَا الذي جرى لَهُ لم يجز شرعا مَا حكاه وتبجح به فان إيصال الظلامات واجب ولا يجوز أخذ البرطيل عليها ولا عَلَى شيء مما نصب الوزير لَهُ من أمور الدولة وبهذا تبين مرتبة الفقه عَلَى غيره.

ذكر تلبيس إبليس عَلَى الشعراء
قال المصنف وَقَدْ لبس عليهم فأراهم أنهم من أهل الأدب وأنهم قد خصوا بفطنة تميزوا بِهَا عَنْ غيرهم ومن خصكم بهذه الفطنة ربما عفا عَنْ زللكم فتراهم يهيمون فِي كل واد من الكذب والقذف والهجاء وهتك الأعراض والإقرار بالفواحش وأقل أحوالهم أن الشاعر يمدح الإنسان فيخاف أن يهجوه فيعطيه اتقاء شره أَوْ يمدحه بين جماعة فيعطيه حياء من الحاضرين وجميع ذلك من جنس المصادرة
وترى خلقا من الشعراء وأهل الأدب لا يتحاشون من لبس الحرير والكذب فِي المدح خارجا عَنْ الحد ويحكون اجتماعهم عَلَى الفسق وشرب الخمر وغير ذلك ويقول أحدهم اجتمعت أنا وجماعة من الأدباء ففعلنا كذا وكذا هيهات هيهات ليس الأدب إلا مَا اللَّه عز وجل باستعمال التقوى لَهُ ولا قدر للفطن فِي أمور الدنيا ولا تحسن العبارة عند اللَّه إذا لم يتقه وجمهور الأدباء والشعراء إذا ضاق بهم رزق تسخطوا فكفروا وأخذوا فِي لوم الأقدار كقول بعضهم:
لئن سمت همتي فِي الفضل عالية ... فَإِن حظي ببطن الأَرْض ملتصق
كم يفعل الدهر بي مَا لا أسر به ... وكم يسيء زمان جائر حنق
وقد نسي هؤلاء أن معاصيهم تضيق أرزاقهم فقد رأوا أنفسهم مستحقين للنعم مستوجبين للسلامة من البلاء ولم يتلمحوا مَا يجب عليهم من امتثال أوامر الشرع فقد ضلت فطنتهم فِي هذه الغفلة.

ذكر تلبيس إبليس عَلَى الكاملين من العلماء
قال المصنف: إن أقواما علت هممهم فحصلوا علوم الشرع من القرآن والحديث والفقه والأدب وغير ذلك فأتاهم إبليس يخفي التلبيس فأراهم أنفسهم بعين عظيمة لما نالوا وأفادوا غيرهم فمنهم من يستفزه لطول عنائه فِي الطلب فحسن لَهُ اللذات وقال لَهُ إِلَى متى هَذَا التعب

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست