اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 43
نعمتان جليلتان قل من يعرف قدرهما، ويذكر شكرهما[1]، وإنما [1] قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديثا عائشة – رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك" رواه أحمد في المسند 6/155، وأبو داود (.1/30، رقم (30) ، والترمذي 1/7، رقم (7) ، وقال: حسن غريب، والنسائي 6/ 24، رقم (9907) ، وابن ماجة 1/110، رقم (355) ، وابن خزيمة، 1/48، رقم (90) ، وابن حبان 4/291، رقم (444 1) ، والبغوي في شرح السنة 1/379، رقم (188) ، والحاكم 1/158، وصححه، وأقره الذهبي، وصححه النووي في المجموع 2/75.
قال الإمام الخطابي - رحمه الله - في معالم السنن 2/22: قيل في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم: "غفرانك" بعد خروجه من الخلاء، قولان: أحدهما: أنه قد استغفر من تركه ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء، وكان- صلى الله عليه وسلم- لا يهجر ذكر الله تعالى - إلا عند الحاجة، فكأنه رأى هجران الذكر في تلك الحالة تقصيرا، وعده على نفسه ذنبا فتداركه بالاستغفار.
الثاني: معناه التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم الله - تعالى- بها عليه، فأطعمه، ثم هضمه، ثم سهل خروج الأذى منه، فرأى شكره قاصا على بلوغ حق هذه النعم ففزع إلى الاستغفار منه والله أعلم.
وورد من طريق أنس وأبى ذر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" روى حديث أنس بن ماجه في كتب الطهارة 1/110، رقم (301) ، وروى حديث أبي ذر ابن السني ص 14، رقم (22) .
قال العلامة الشوكانى- رحمه الله - في نيل الأوطار 1/73: وفي حمده - صلى الله عليه وسلم - إشعار بأن هذه نعمة جليلة، ومنة جزيلة، فإن إنحباس ذلك الخارج من أسباب الهلاك، فخروجه من النعم التي لا تتم الصحة بدونها، وحق على كل من أكل ما يشتهيه من طيبات الأطعمة، فسدا به جوعته، وحفظ به صحته وقوته، ثم لما قضى منه وطره، ولم لحق فيه نفع، واستحال إلى تلك الصفة الخبيثة المنتنة، خرج بسهولة، من مخرج معد لذلك أن يستكثر من محامد الله جل جلاله، اللهم أوزعنا شكر نعمتك.
اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 43