responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تزكية النفوس المؤلف : أحمد فريد    الجزء : 1  صفحة : 60
لنفسه الزائد على الواجب يتوسع به فى التمتع بشهوات الدنيا، وهؤلاء لا عقاب عليهم فى ذلك إلا أنه ينقص درحاتهم كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لولا أن تنقص من حسناتى لخالفتكم فى لين عيشكم ولكن سمعت الله عيّر قوماً فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} (الأحقاف: من الآية: 20).
وأما السابق بالخيرات بإذن الله: فهم الذين فهموا المراد من الدنيا وعملوا بمقتضى ذلك، فعلموا أن الله إنما أسكن عبادة فى الدار ليبلوهم أيهم أحسن عملاً كما قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الكهف: الآية: 7).
يعنى: أزهد فى الدنيا وأرغب فى الآخرة، ثم قال تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} (الكهف: الآية: 8).
فاكتفى السابقون منها بما يكفى المسافر من الزاد، كما قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: " مالى وللدنيا، ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها " [1].
ووصى ابن عمر - رضي الله عنه -، - صلى الله عليه وسلم -: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " [2].
ومتى نوى من تناول شهواته المباحة التقوى على طاعة الله كانت شهواته له طاعة يثاب عليها، كما قال معاذ - رضي الله عنه -: " إنى لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتى ".

[1] رواه الترمذى (9/ 223) الزهد وقال: حسن صحيح، والحاكم (4/ 301) الرقاق، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى، ورواه أحمد (1/ 391) وصححه الألبانى فى الصحيحة بشاهده رقم (439).
[2] تقدم تخريجه ص (23).
اسم الکتاب : تزكية النفوس المؤلف : أحمد فريد    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست