اسم الکتاب : تدريس القرآن الكريم في السجون ودور الملاحظة الاجتماعية المؤلف : محمد حبيب أحمد مختار الجزء : 1 صفحة : 21
المسألة الثانية: تاريخ السجن في الإسلام
لقد بدأ الإسلام ولم يكن للسجن في بدايته رجال مختصون، ولا أماكن محددةٌ له مختصةٌ به، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ بنياناً معيناً للسجن؛ وإنَّما كان السجين يوضع في المسجد أو في البيوت أو في الخيام (1) ، وهكذا كان السجن على هذه الحالة، فقد سَجَن أبو لبابة رفاعة بن عبد المنذر نفسه ست ليال (2) ، وحبس آخرون أنفسهم في أعمدة المسجد لتخلفهم عن الغزو (3) مع نبينا صلى الله عليه وسلم، كما نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس ثمامة بن آثال في المسجد (4) ، وحبس صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو في بيت حفصة (5) ، كما حبس صلى الله عليه وسلم بعض اليهود من بني قريظة بعد أن حُكم عليهم من قِبل سعد بن معاذ رضي الله عنه في دار (6) نسيبة بنت الحارث، حيث كانت البيوت أداة للسجن أيضاً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبس في الخيام أيضاً كما كان بعد غزوة بدر، وغيرها من الغزوات (7) .
السجن في عهد الخلفاء:
لم يكن السجن في العهد الأوَّل من عهد الخلفاء الراشدين يختلف كثيراً عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد انقضت خلافة الصديق رضي الله عنه، والشطر الأول من خلافة
1- انظر أدب القاضي، الخصاف، ج2 ص 344-347، وفتح القدير شرح الهداية، ابن الهمام ج5 ص471، وأسد الغابة، ابن الأثير ج2 ص230.
2- انظر البداية والنهاية، ابن كثير ج4 ص116.
3- انظر البداية والنهاية، ابن كثير ج4 ص121.
4- انظر الاستيعاب، ابن عبد البر ج1 ص79.
5- انظر الإصابة، لابن حجر العسقلاني، ج4 ص264.
6-انظر تهذيب سير أعلام النبلاء، أحمد فايز الحمصي، ج1 ص30-31.
7- انظر البداية والنهاية، ابن كثير ج3 ص303-305، والمصنف، عبد الرزاق الصنعاني ج5/ ص206.
اسم الکتاب : تدريس القرآن الكريم في السجون ودور الملاحظة الاجتماعية المؤلف : محمد حبيب أحمد مختار الجزء : 1 صفحة : 21