اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر الجزء : 1 صفحة : 70
أكلّ طول الزِّمان أنت إذا ما ... جئت في حاجةٍ تقول غدا
لا جعل الله لي إليك ولا ... عندك ما عشت حاجةً أبدا
وقال آخر وأظنه محمود الوراق:
وذي ثقةٍ تبدَّل حين أثرى ... وما شيمي موافقة الثِّقات
فقلت له عتبت عليَّ ظلماً ... فراراً من مؤونات العدات
فعد لمودَّتي وعليَّ نذرٌ ... سؤالك حاجةً حتَّى الممات
كتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف:
لئن عدت بعد اليوم إنِّي لظالمٌ ... سأصرف نفسي حين تبغى المكارم
متى ينجح الغادي إليك لحاجةٍ ... ونصفك محجوب ونصفك نائم
وقال الصلتان العبدي:
نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجةٌ ما بقي
وقال أبو العتاهية:
متى تنقضي حاجات من ليس واصلاً ... إلى حاجةٍ حتَّى تكون له أخرى
وقال آخر:
إنَّما تنجح المقالة في المر ... ء إذا صادفت هوىً في الفؤاد
سئل بعض الحكماء حاجة فامتنع، فعوتب في ذلك، فقال: لأن يحمر وجهي مرة خير من أن يصفر وجهي مراراً.
قال منصور الفقيه:
من قال لا في حاجةٍ ... مطلوبةٍ فما ظلم
وإنَّما الظَّالم من ... يقول لا بعد نعم
وقال آخر:
إذا قلت في شيءٍ نعم فأتمَّه ... فإن نعم دينٌ على الحرِّ واجب
وإلاَّ فقل لا تسترح وترح بها ... لئَّلا يقول النَّاس إنَّك كاذب
وقال آبو العتاهية:
لا يزال المرء ما عاش له ... حاجةٌ في الصَّدر منه تعتلج
ربَّ أمرٍ قد تضايقت به ... ثمَّ يأتي الله منه بالفرج
وقال آخر:
لئن أخطأت في مدحي ... ك ماأخطأت في منعي
لقد أحللت آمالي ... بوادٍ غير ذي زرع
وقال آخر:
قد تخرج الحاجات ياأمَّ مالكٍ ... كرائم من ربٍّ بهنَّ ضنين
وقال أشجع السلمي:
قد خرجت حاجات أهل الحجا ... بنجحها وامتنع المنهج
وليس فيهم رجلٌ واحدٌ ... منِّي إلى حاجته أحوج
يريبني أنِّي أرى حاجتي ... تدخل في الحاج ولا تخرج
أقول إذا أقلقني عاذلٌ ... بكلِّ ما أكرهه ملهج
قد يدرك الأمر أناة الفتى ... ويسبق في الحاجة من يدلج
باب السُّلطان والسِّياسة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلُّكم راع وكلُّكم مسؤلٌ عن رعيَّته، فالإمام الّذي على النَّاس راعٍ عليهم ومسؤلٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على مال زوجها وهي مسؤلةٌ عنه ".
وقال عليه السلام: " الإمام العدل لا تكاد تردُّ دعوته ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المقسطون يوم القيامة على منابر من نورٍ عن يمين الرَّحمن وكلتا يديه يمين لا يفزعون إذا فزع النَّاس ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلُّ أميرٍ لم يحط رعيَّته بالنَّصيحة لم يرح رائحة الجنة " قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا يصلح هذا الأمر إلاّ شدةٌ في غير عنف، ولين في غير ضعف.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لن يقيم أمر الناس إلا امرؤ حصيف العقدة بعيد الغور، لا يطّلع الناس منه على غوره، ولا يخاف في الله لومة لائم.
وعن عمر رضي الله عنه قال أيضاً: لا يقيم أمر الله إلاّ رجلٌ يتكلم بلسانه كله، يخاف الله في الناس، ولا يخاف الناس في الله.
لعليّ بن أبي طالب في أول كتاب كتبه: أمّا بعد، فإنه أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الحق حتى اشتري، وبسطوا الجور حتى اقتدي.
قال مجّاعة بن مرارة الحنفي لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما: إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه، والسلاح عند من لا يستعمله، والمال عند من لا ينفقه، ضاعت الأمور.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الملك والدين أخوان، لا غنى بأحدهما عن الآخر، فالدّين أّس، والملك حارس فما لم يكن له أس فمهدوم، وما لم يكن له حارس فضائع.
قال عبد الله بن مبارك:
إنَّ الجماعة حبل الله فاعتصموا ... منه بعروته الوثقى لمن دانا
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر الجزء : 1 صفحة : 70