responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 67
ففيم عرفت الخير والشَّرَّ باسمه ... وشقَّ لي الله المسامع والفما
وقال آخر:
والكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
وقال آخر:
وماتخفي الصَّنيعة حيث كانت ... ولا الشُّكر الصَّحيح من السَّقيم
وقال العتابي:
فلوكان للشُّكر شخصٌ يرى ... إذا ما تأمَّله النَّاظر
لمثَّلته لك حتَّى تراه ... فتعلم أنَّي امرؤٌ شاكر
وقال آخر:
وإنَّك إن ذوّقتني ثمر الغنى ... حمدت الَّذي تجنيه من ثمر الشُّكر
وإن يفن ما أعطيتني اليوم أو غداً ... فإنَّ الَّذي أعطيك يبقى على الدَّهر
وقال آخر:
لأشكرنَّك معروفاً هممت به ... إنَّ اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدرٌ ... فالرِّزق بالقدر المحتوم مصروف
قال سليمان التيميّ: إن الله عز وجل أنعم على عباده بقدر طاقته، وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم.
قالوا: كلّ شكر وإن قلّ، ثمن لكل نوال وإن جلّ.
كانت هند بنت المهلب تقول: إذا رأيتم النعمة مستبدرة فبادروها بالشكر قبل حلول الزوال. وقال أبو النواس:
أنت امرؤٌ أوليتني نعماً ... أوهت قوى شكري فقد ضعفا
لا تجدثنَّ إليَّ عارفةً ... حتَّى أقوم بشكر ماسلفا
وقال البحتري:
من لا يقوم بشكر نعمة حبِّه ... فمتى يقوم بشكر نعمة ربِّه
أنشد المبرد لمحمود الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمةً ... عليَّ له في مثلها يجب الشُّكر
فكيف بلوغ الشُّكر إلاّ بفضله ... وإن طالت الأيَّام واتَّصل العمر
إذا سرَّ بالسَّراء عمَّ سرورها ... وإن مسَّ بالضَّراء أعقبها الأجر
ومامنهما إلاّ له فيه نعمةٌ ... تضيق بها الأوهام والبرُّ والبحر
قال أبو العباس المبرد: هذا معنى لطيف، يقول: إن الله عز وجل لا يحمد إلا بتوفيقه، فيجب أن يحمد على التوفيق، ثم يجب في الحمد الثاني مايجب في الحمد الأول أبداً إلى حيث لا نهاية، ولقد أحسن أبو العتاهية في قوله:
إذا أنت لم تزدد على كلِّ نعمةٍ ... قد آتاكها شكراً فلست بشاكر
ومن أبيات ليزيد بن محمد المهلبي في هذا المعنى:
فكيف بشكر ذي نعم إذا ما ... شكرت له فشكري منه نعمه
قال رجل من قريش لأشعب الطمع: ياأشعب! أحسنت إليك فلم تشكر! فقال: إن معروفك خرج من غير محتسب إلى غير شاكر.
قالوا: لا تثق بشكر من تعطيه حتى تمنعه.
قال الشاعر:؟ إذا الشَّافع استقصى لك الجهد كلَّه وإن لم تنل نجحاً فقد وجب الشُّكر وقال آخر:
والحمد شهدٌ لا يرى مشتاره ... يجنيه إلا من نقع الحنظل
وقال آخر:
دنوت للمجد والسَّاعون قد بلغوا ... جهد النُّفوس وشدُّوا دونه الأزرا
وساوروا المجد حتَّى ملَّ أكثرهم ... وعانق المجد من وفّي ومن صبرا
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتَّى تلعق الصَّبرا
قال جعفر بن محمد: مامن شيء أسرُّ إليَّ من يد أتبعها أخرى، لأنَّ مع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل.
بابٌ في طلب الحاجات
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيِّه ماشاء ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإنَّ كلّ ذي نعمة محسود ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ لله عباداً خلقهم لحوائج النَّاس، هم الآمنون يوم القيامة ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
قال الشاعر:
أنت وصف الَّنبيِّ إذ قال يوماً ... اطلبوا الخير من حسان الوجوه
وقال محمد بن واسع لقتيبة بن مسلم: إنِّي أتيتك في حاجة رفعتها إلى الله قبلك، فإن أذن الله فيها قضيتها وحمدناك، وإن لم يأذن الله فيها لم تقضها وعذرناك.
قال يونس رحمه الله:
أنزلت بالحرِّ إبراهيم مسألةً ... أنزلتها قبل إبراهيم بالله
فإن قضى حاجتي فالله يسَّرها ... هو المقدِّرها والآمر والنَّاهي

اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست