responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 63
وقد عرفت كلابهم ثيابي ... كأنّي منهم ونسيت أهلي
وقال المَّرار الحملي:
ألف النَّاس فما يهجمهم ... من عسيف يبتغي الخير وحرّ
وقال امرؤ القيس:
أعرف الحقّ ولا أجهله ... وكلابي أنسٌ غير عقر
ما يرى كلبي إلا آيساً ... إن رأي خابط ليلٍ لم يهر
وقال حاتم الطائي:
إذا ما بخيل النّاس هَّرت كلابه ... وشقّ على الضَّيف الغريب عقورها
فإن كلابي قد أقرَّت وعوِّدت ... قليلٌ على من يعتريها هريرها
وقال يعقوب الخريمي:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخضب عندي والمحلُّ جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنَّما وجه الكريم خصيب
وللشماخ في عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
إنك يا ابن جعفر خير الفتى ... وخيرهم لطارقٍ إذا أتى
وربَّ نضوٍ طرق الحيّ سرىً ... صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى
إنّ الحديث جانبٌ من القرى
وقال سهل الوراق:
وضيفك قابله بِّبرك وليكن ... له منك أبكار الحديث وعونه
وقال آخر:
سلي الطارق المعترَّ ياأمّ مالكٍ ... إذا ما أتاني بين ناري ومجزري
أأبسط وجهي؟ إنَّه أوّل القرى ... وأبذل معروفي له دون منكري
تمثل بهذين البيتين عبد الله بن جعفر بن أبي طالب في جوابه معاوية.
أما قول الشاعر:
بئس عمر الله قوماً طرقوا ... فقروا أضيافهم لحماً وحر
فإنه أراد لحماً دبت عليه الوحرة، وهي دويبَّة كالعظاية خضراء إذااجتمعت تلتصق بالأرض: الجمع: وحر، ومنه قيل وحر الصدر، كما قيل للحقد ضبّ، ذهبوا به إلى لزوقه بالصَّدر التزاق الوحرة بالأرض، يقال: لحم وحر، إذا دبّت عليه الوحرة. ولبن فئر إذا وقعت فيه الفأرة.
وقال رجل من بني فقعس، وهو الحارث بن يزيد، يمتدح نفسه بخدمة الضيف:
لعمر أبيك الخير إني لخادمٌ ... لضيفي وإني إن ركبت لفارس
وقال المقنّع الكندي:
وإني لعبد الضِّيف مادام نازلاً ... وما شيمةٌ لي غيرها تشبه العبدا
وما امتدح به ذم بضده، قال الشاعر:
تراهم خشية الأضياف خرساً ... يصلُّون الصَّلاة بلا أذان
وقال حمّاد عجرد:
وجدت أبا الصَّلت ذا خبرةٍ ... بما يصلح المعدة الفاسده
تخوّف تخمة أضيافه ... فعلّمهم أكلة واحده
وقال عمرو بن الأهتم التَّميمي المنقري من أشرافهم، وكان شاعراً محسناً، يقال: كأن شعره حللٌ منشَّرة، وله صحبة:
ذريني فإنَّ الشُّحَّ يا أم مالكٍ ... لصالح أخلاق الرِّجال سروق
ذريني وحظِّي في هواي فإنَّني ... على الحسب العالي الرفيع شفيق
ومستنبحٍ بعد الهدوء أجبته ... وقد حان من ساري الشتاء طروق
فقلت له: أهلاً وسهلاً ومرحباً ... فهذا مبيتٌ صالحٌ وصديق
أضفت ولم أفحش عليه، ولم أقل: للأحرمهإنَّ الفناء يضيق
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
وقال آخر:
وطريد ليل ساقه سغبٌ ... وهناً إليَّ وقاده برد
أوسعت جهد بشاشةٍ وقرىً ... وعلى الكيم لضيفه الجهد
ثم اغتدى ورداؤه نعمٌ ... أسديتها وردائي الحمد
وقال القاسم بن أميَّة بن أبي الصّلت:
قومٌ إذا نزل الغريب بأرضهم ... ردُّوه ربَّ صواهل وقيان
باب المعروف
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " كلُّ معروفٍ صدقة ".
قال أبو جرى الهجيمي: يارسول الله أوصني. فقال: " لا تحقرنَّ شيئاًمن المعروف أن تأتيه، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تلقي أخاك ووجهك منبسطٌ إليه ".
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " أهل المعروف في الدُّنيا، هم أهل المعروف في الآخرة ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " إذا طلبتم المعروف فاطلبوه عند حسان الوجوه ".

اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست