responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 242
شره النفوس على النفوس بلية ... فتعوذوا من كل نفسٍ تشره
ما من فتى شرهت له نفس وإن ... نال الغنى إلا رأى ما يكره
وقال آخر:
إذا ما شئت أن تعر ... ف يوماً كذب الشهوه
فكل ما شئت يغنيك ... عن المرةٍ والحلوه
وطا ما شيت يغنيك ... عن الحسناء والذروه
فكم أسلاك ما تهوا ... هـ فعل الشيء لم تهوه
وقال منصور الفقيه:
من كفاه من مساعي ... هـ رغيف يغتذيه
وله بيت يواري ... هـ وثوب يكتسيه
فلماذا يبذل العر ... ض لنذلٍ أو سفيه
كل مالٍ منعته ال ... بر أيدي باذليه
فهو للوارث والوز ... ر على مكتسبيه
وقال محمود الوراق:
مروءة معسر عف قنوعٍ ... يقدر في معيشته ويمسك
تزيد على مروءة كل مثرٍ ... يروح ويغتدى جم التملك
وأكثر من سخاتك بالعطايا ... سخاء النفس عما ليس تملك
وقال سهل الوراق:
ترى المرء مشغوفاً بدنياه متعبا ... وراحته لو صح فيها يقينه
صباحاً مساءً في طلاب وماله ... من الرزق إلا ما الإله ضمينه
وقال كعب بن زهير:
إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا ... ومن سوانا، فلسنا نحن نرتزق
وقد مضى في باب الرزق أشياء من معاني هذا الباب.
وقال محمود الوراق:
غنى النفس يغنيها إذا كنت قانعاً ... وليس بمغنيك الكثير من الحرص
وإن اعتقاد الهم للمرء جامع ... وقلة هم المرء يدعو إلى النغص
ولمحمود الوراق أيضاً:
من كان ذا مالٍ كثير ولم ... يقنع فذاك الموسر المعسر
وكل من كان قنوعاً وإن ... كان مقلا فهو المكثر
الفقر في النفس وفيها الغنى ... وفي غنى النفس الغنى الأكبر
وقال منصور الفقيه:
ليس هذا زمان قولك ما الحك ... م على من يقول: أنت حرام؟
والحقى بائناً بأهلك أو أن ... ت عتيق محرر يا غلام
ومتى تنكح المصانة في العد ... ةٍ عن شبهةٍ، وكيف الكلام؟
في حرامٍ أصاب سن غزالٍ ... فتولى وللغزال بغام
إنما ذا زمان كدً إلى المو ... ت، وقوتٍ مبلغٍ والسلام
لأبي العتاهية رحمه الله:
أتدري أي ذل في السؤال ... وفي بذل الوجوه إلى الرجال
يعز على التنزه من بغاه ... ويستغنى العفيف بغير مال
إذا كان النوال ببذل وجهي ... فلا قربت من ذاك النوال
معاذ الله من خلق دنىً ... يكون الفضل فيه على لالي
توق يداً تكون عليك فضلا ... فصانعها إليك عليك غال
يد تعلو يداً بجميل فعلٍ ... كما علت اليمين على الشمال
وجوه العيش في سعةٍ وضيقٍ ... وحسبك والتوسع في الحلال
أتنكر أن تكون أخا نعيمٍ ... وأنت تصيف في الظل الظلال
وأنت تصيب قوتك في عفافٍ ... ورياً إن ظمئت من الزلال
متى تمسى وتصبح مستريحاً ... وأنت الدهر لا ترضى بحال
تكابد جمع شيءٍ بعد شيءٍ ... وتبغي أن تكون رخي بال
وقد يجري قليل المال مجرى ... كثير المال في سد الخلال
إذا كان القليل بسد فقرى ... ولم أجد الكثير فلا أبالي
هي الدنيا رأيت الحب فيها ... عواقبه التفرق عن تقال
تسر إذا نظرت إلى هلالٍ ... ونقصك إن نظرت إلى الهلال
تعالى الله يا سلم بن عمروٍ ... أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيءٍ ليس يبقى ... وشيكاً ما تفرقه الليالي
فلما اتصل بسلم الخاسر، وهو سلم بن عمرو، قول أبي العتاهية، كتبت إليه:
ما قبح التزهيد من واعظٍ ... يزهد الناس ولا يزهد

اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست