اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر الجزء : 1 صفحة : 22
لولا منى العاشقين ماتوا ... أسىً وبعض المنى غرور
من راقب الناس مات غمّاً ... وفاز باللَّذة الجسور
وقال منصور الفقيه:
لوأنَّ ليتاً نفعت ... مع ترك ما ينفعني
ما كان لي قولٌ سوى ... يا ليتني لم أكن
وقال آخر:
ذهب البرد وآبا ... فاستوى العيش وطابا
وقال آخر:
ولي من تمنِّي النَّفس دنيا عريضةٌ ... ومصطبحٌ يغدو عليَّ ويطرق
تملِّكني الأموال لا فقر بعدها ... وعرساً غيوراً فاحشاً وتطَّلق
فقدت المنى لا نحن نلهو عن المنى ... لتجربةٍ منَّا ولا هي تصدق
وقال آخر:
وأكثر أفعال الليالي إساءةٌ ... وأكثر ما تلقى الأماني كواذبا
وأنشد نفطويه:؟ الدهر يصدقنا وتكذبنا المنى بعداتها وتغرُّنا الآمال
وإذا المنيَّة أقبلت لم تثنها ... خيلٌ مطهّمةٌ ولا أموال
وقال آخر:
إنّ القناعة والعفا ... ف ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت على المنى ... فاشكر فقد نلت المنى
وقال عبد الملك بن حبيب:
صلاح أمري والَّذي أبتغي ... هينٌ على الرَّحمن في قدرته
ألفٌ من البيض وأقلل بها ... لعالمٍ أزرى على بغيته
زرياب قد يأخذها جملةً ... وصنعتي أشرف من صنعته
قال آخر:؟ مسيئات أيّام الزَّمان كثيرةٌ ومحسنة الأيام في الدَّهر أعلام
وعيشك فيما تستخصّ وتصطفي ... قصيرٌ وإن طالت ليالٍ وأيّام
فصل بسرور النَّفس عيشك إنَّه ... مضى مثل ما مرّت بعينك أحلام
قال بشار بن برد:؟
ذكرنا أحاديث الزَّمان الَّذي مضى ... فلذَّ لنا محمودها وذميمها
وقال آخر:؟
من راقب الموت لم تكثر أمانيه ... ولم يكن طالباً ما ليس يعنيه
قيل لرقبة بن مصقلة: أنت بعيد الدار من المسجد، وتنصرف بلا مؤنس؟ قال: إني حين أخرج من المسجد أبتدئ أمنية فما تنقضي حتى أدخل المنزل.
قال لبيد بن أبي ربيعة:
؟ واكذب الَّنفس إذا حدَّثتها ... إنّ صدق النَّفس يزري بالأمل
وقال آخر:
ربّ من بات يمنِّي نفسه ... حال من دون مناه أجله
قال يزيد على المنبر: ثلاث يخلقن العقل، وفيها دليلٌ على الضعف: سرعة الجواب، وطول المنى، والاستغراق في الضحك.
وقال الأحنف بن قيس: كثرة الأماني من غرور الشيطان.
قال حبيب:
من كان مرتع عزمه وهمومه ... روض الأماني لم يزل مهزولا
وقال آخر:
إذا تمنيت بت الليل مغتبطاً ... إن المنى رأس أموال المفاليس
وقال آخر:؟ إذا حدَّثتك النَّفس أنك قادرٌ على ما حوت أيدي الرِّجال فكذّب
فإن أنت لم تفعل ومال بك الهوى ... إلى بعض ما منّتك يوماً فجرِّب
قال أبو العتاهية:
إنما الفقر فضول التَّمنِّي ... فانسها واستوهب الله ذكرا
قيل لسليمان بن عبد الملك: ما اللّذة؟ قال: جليس ممتع أضع بيني وبينه التّحفُّظ.
قال الحجاج بن يوسف لخريم - وهو خريم بن خليفة بن سنان بن أبي حارثة المرّي - ما العيش؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش. قال: زدني قال: والشّباب، فإني رأيت الشّيخ لا ينتفع بعيش. قال: زدني. قال: والصّحة، فإني رأيت السّقيم لا ينتفع بعيشٍ. قال زدني. قال: لا أجد مزيداً.
قال أعرابيّ:
وما العيش إلاّ في الخمول مع المنى ... وعافيةٍ تغدو بها وتروح
وقال آخر:
إنّ الفتى يصبح للأسقام ... كالغرض المنصوب للسِّهام
أخطأ رامٍ وأصاب رام ... يقول: إنِّي مدركٌ أمامي
في قابل ما فاتني في العام
قيل لرجل من الحكماء: من أنعم الناس عيشاً؟ قال: من كفى همَّ الدنيا، ولم يهتم بالآخرة.
قال الشاعر:
لا تمنّ المنى فتغترّ جهلاً ... طالما اغترَّ بالمنى الجهلاء
قال آخر:؟
ليت شعري وأين منَّي ليت ... إنّ ليتاً وإنَّ لواً عناء
باب اختلاف الهمم في أنواع المال
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر الجزء : 1 صفحة : 22