responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 146
با ينوي حتى إذا عانيوني ... بان منهم تضاؤلٌ واجتشاع
فهم يغمزون مني قناةً ... ليس يألون عمزها ما استطاعوا
ما كذا يفعل الكرام ولكن ... هكذا يفعل اللثام الوضاع
قال أبو غسان مالك بن الله غلام أبي العتاهية:كنت عند أبي العتاهية قبل موته بثلاثة أيام،وإنه لشديد العلّة لما به،فرفع رأسه إلى وقال:يا أبا غسان!
لله درّ أبيك أيّ زمان ... أصبحت فيه وأيّ أهل زمان
كلٌّ يوازنك المودة دائباً ... يعطى ويأخذ منك بالميزان
لإغذا رأى رجحان حبة خردلٍ ... مالت مودته مع الرّجحان
في كلّ يومٍ منه تبدو قصّةً ... تنعي إليك مودّة الإخوان
وقال منصور الفقيه:
أيّ زمان نشأت فيه ... كذي ضلالٍ بأرض تيه
ما شئت من عالم خبيثٍ ... فيه ومن جاهلٍ سفيه
وقال أبو العتاهية:
إن الزمان يغرّني بأمانه ... ويذيقني المكروه من حدثانه
فأنا النذير من الزمان لكلّ من ... أمسي وأصبح وائقاً بزمانه
ما الناس إلا للكثير المال أو ... لمسلّط ما دام في سلطانه
فإذا الزمان رماهما بملمّةٍ ... كان الثّقات هناك من أعوانه
قال إبراهيم بن العباس الصولى:
بلوت الزمان وأهل الزمان ... فكلّ بذم ولوم حقيق
وأوحشني من صديقي الزمان ... وآنسني بالعدوّ الصديق
وله أيضاً
وربّ أخ ناديته في ملمةٍ ... فألفيته منها أجلّ وأعظما
أنشدني محمد بن نصير الكاتب لنفسه:
تطلّب سبيل الهدى جاهداً ... ودع عنك مشتبهات السّبل
وأصبح من الناس مستوفزاً ... فأكثرهم راصدٌ للزّلل
وأجبن من قد ترى منهم ... لعمرك يردى الشجاع البطل
وتصمى المقاتل أقوالهم ... بألسنةٍ وقعها كالأسل
ومن حكّم الناس في عرضه ... فمن جار أكثر ممن عدل
وقال آخر:
وإذا دعوت أخا إخائك ... عند نائبةٍ تنوب
ألفيته أحد الخطوب ... إذا تتابعت الخطوب
وهذا كله عندي والله أعلم مأخوذ من قول القائل:
كنت من كربتي أفر إليهم ... فهم كربتي فأين الفرار
منصور الفقيه:
تبارك من لو شاء ملكني نفسي ... وصيّر في الإيحاش من خلقه أنسي
وباعد داري عاجلاً عن ديارهم ... كعبد مغيب الشمس عن مطلع الشمس
لعلّى أن أمسي من الشر آمنا ... وأصبح مسروراً بذاك كما أمسي
فما نكّد الدنيا على طيب ظلها ... وقرب جناها العذب شئ سوى الإنس
قال أعرابي،وهو جابر بن ثابت،ويعرف بتأبط شرا:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوّت أنسان فكدت أطير
درى الله أني للأنيس لشانئٌ ... وتبغضهم لي مقلةٌ وضمير
وقال آخر:
قد بلوت النّاس طرّا ... لم أجد في الأرض حراً
صار أحلى الناس في عيني ... إذا ما ذيق مرّا
ووجدت الحلو منهم ... عندما جرّبت صبرا
وقال منصور الفقيه:
إن بني دهرنا أفاع ... ليس لمن ساورت طبيب
فلا يكن فيك بعد هذا ... لواحدٍ منهم نصيب
وقال آخر:
قد لزمت السّكوت من غير عىّ ... ولزمت الفراش من غير علّه
وهجرت الإخوان لما أتتني ... عنهم كلّ خصلة مضمحلّه
فعلى أهل ذا الزمان جميعاً ... ضعف قطر السّماء من لعنة الله
وقال آخر:
لا تعرفن أحداً فلست بواجدٍ ... أحداً أضرّ عليك ممن تعرف
أما نظيرك فهو حاسد نعمةٍ ... أو دون ذاك فذو سؤال ملحف
أو فوق ذلك حال دون لقائه ... بواب سوءٍ واليفاع المشرف
وللشافعي الفقيه رحمه الله،وقيل إنه تمثل بها،وهي:

اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست