اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 92
وجماله وَلَا يرى أنور مِنْهُ وَلَا أعلا وَلَا أبهى مِنْهُ ونراه خَالِيا وَلَا نرى لَهُ صاحبا فَبَيْنَمَا هم ينظرُونَ إِلَى مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ يُنَادي الْمُنَادِي أَلا إِن هَذَا الْمِنْبَر مِنْبَر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُنَاجِي ربه فِي المذنبين من أمته يشفع لَهُم إِلَى الله تَعَالَى فَبَيْنَمَا هَذِه الْأمة وقُوف مغمومون محزونون بِمَا يَأْتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عِنْد ربه عز وَجل إِذْ يخرج إِلَيْهِم صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ من عِنْد ربه جلّ جَلَاله حَتَّى يَنْتَهِي إِلَيْهِم فَيقوم بَينهم فيرفعون رؤوسهم وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَإِذا رَآهُمْ صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ أرسل عَيْنَيْهِ بالبكاء فَإِذا نظرُوا {تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} آل عمرَان 30 الْآيَة ذَلِك يَوْم مهول عبوس يَوْم تشيب فِيهِ الرؤوس وتذهل فِيهِ النُّفُوس وتبلو كل نفس مَا أسلفت وَتقدم كل أمة على مَا قدمت وتذهل كل مُرْضِعَة عَمَّا أرضعت يجد وَالله كل عبد وَأمة مَا عمل وَقدم من خير ثَوابًا ونعيما وسرورا مُقيما وَربا كَرِيمًا رؤوفا بعباده رحِيما ويجد كل عبد وَأمة مَا عمل من شَرّ خزيا جسيما وَنَارًا وَجَحِيمًا وَعَذَابًا مُقيما ونكالا أَلِيمًا وَربا غضبانا عَظِيما {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت} آل عمرَان 30
160 - الثَّوَاب وَالْعِقَاب
يجد الطائع الثَّوَاب ويجد الْفَاسِق الْعَذَاب يجد الْمُؤمن لَذَّة الْوِصَال بِالنّظرِ إِلَى الْكَبِير المتعال فِي دَار الْخلد والجلال ويجد الْكَافِر الْعَذَاب والنكال والسلاسل والأغلال والجحيم والخبال وفظاعة الْأَهْوَال {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت} آل عمرَان 30 يجد الْمُؤمن النَّعيم والكرامة والأمن فِي الْقِيَامَة والعافية والسلامة والحلول فِي دَار المقامة ويجد الْكَافِر الخزي والندامة وَالْعَذَاب والملامة {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت} آل عمرَان 30 يجد الْمُؤمن الدَّرَجَات ويجد الْكَافِر الْعُقُوبَات يجد الْمُؤمن السرُور ويجد الْفَاجِر الثبور يجد الْمُؤمن النَّعيم وَالْخُلُود ويجد الْفَاجِر عذَابا غير مَرْدُود ويجد الْمُؤمن مَا قدم من الْإِحْسَان فِي دَرَجَات الْجنان فِي جوَار الرَّحْمَن مَعَ الْخيرَات الحسان ويجد الْفَاجِر مَا عمل من الْعِصْيَان فِي سموم النيرَان فِي جوَار الشَّيْطَان مَعَ الذل والهوان
يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت فِي يَوْم هائل عَظِيم يَوْم تكْثر فِيهِ الغموم وتعظم فِيهِ الهموم ويفصل الرب بَين عباده وَهُوَ الْحَيّ القيوم {يَوْم تَجِد كل نفس} آل عمرَان 30 يَوْم تندم على القبائح وتتأسف عِنْد مُعَاينَة الفضائح وتوجد الْأَعْمَال فِي الصحائف
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 92