ثمَّ يحبسون على القنطرة السَّابِعَة فَيسْأَلُونَ عَن الصدْق فَمن حفظ لِسَانه عَن الْكَذِب نجا من الصِّرَاط وَنَجَا من النَّار وَصَارَ إِلَى الْجنَّة مَعَ الْأَبْرَار
109 - الصدْق وَالْكذب
وَمن كذب فقد خَالف الْكتاب وَالسّنة وَقد حرم نعيم الْجنَّة
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِذا كذب الْمُؤمن كذبة من غير عذر تبَاعد مِنْهُ الْملكَانِ مسيرَة سنة من نَتن مَا جَاءَ بِهِ وَكتب الله تبَارك وَتَعَالَى عَلَيْهِ بكذبة ثَمَانِينَ خَطِيئَة أقلهَا كمن يَزْنِي بِأُمِّهِ) 110
كذبة الْمُؤمن بِثَمَانِينَ خَطِيئَة
وَإِذا كذب الْمُؤمن من غير عذر يخرج من فِيهِ شَيْء منتن حَتَّى يبلغ الْعَرْش فتلعنه حَملَة الْعَرْش ويلعنه ثَمَانُون ألف ملك وَيكْتب عَلَيْهِ ثَمَانُون خَطِيئَة أقلهَا مثل جبل أحد
الْكَذِب نفاق وَالْكذب من الْكَبَائِر وَإِذا اسْتحلَّ العَبْد الْكَذِب فقد اسْتحلَّ الْمَحَارِم كلهَا وَإِذا لم يسْتَحل العَبْد الْكَذِب لم يقدر أَن يُبَاشر شَيْئا من محارم الله وَأَن الصَّادِق إِذا جَاءَ الصِّرَاط سبقه نور وَجهه مسيرَة مئة عَام يَعْنِي على الصِّرَاط وَمن صدق عمل بِكِتَاب الله وَاتبع سنة رَسُول الله والصادق أسْرع جَوَازًا على الصِّرَاط وأسرع النَّاس دُخُولا الْجنَّة
والكاذب فِي أول قدم يَضَعهَا على الصِّرَاط يهوي فِي النَّار فَلَا ينجو من الجسر السَّابِع وَهُوَ أصعبها إِلَّا من صدق وَيهْلك من كذب جعلنَا الله وَإِيَّاكُم برحمته مِمَّن صدق فنجا
وأنشدوا
(أصدق يُرِيك إِلَه الْعَرْش جنته ... يَوْم الْمعَاد وَلَا تولع بتكذيب)
(إِن الصدوق لَدَى الرَّحْمَن منزله ... دَار الخلود بِلَا موت وتعذيب)
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 63