رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِن الْمجَالِس أوتادا جلساؤهم الْمَلَائِكَة إِذا جَلَسُوا لذكر الله حفت بهم الْمَلَائِكَة من لدن أَقْدَامهم إِلَى عنان السَّمَاء بِأَيْدِيهِم قَرَاطِيس الْفضة وَأَقْلَام الذَّهَب يَكْتُبُونَ الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُونَ أَكْثرُوا رحمكم الله فَإِذا استفتحوا فِي الذّكر فتحت لَهُم أَبْوَاب الْجنَّة واستجيب لَهُم الدُّعَاء وتطلع عَلَيْهِم الْحور الْعين وَأَقْبل الله تَعَالَى عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ الْكَرِيم مَا لم يخوضوا فِي حَدِيث غَيره ويتفرقوا وأنشدوا
(إِذا طيب النَّاس الْمجَالِس بَينهم ... مداما وريحانا فذكرك طيبنَا)
(وَلَو كَانَت الدُّنْيَا نَصِيبا لأَهْلهَا ... فحبك من كل الْأَمَانِي نصيبنا)
(وَإِن كَانَ حب الْخلق بَعْضًا لبَعْضهِم ... فَأَنت من الْخلق الْجَمِيع حبيبنا)
إِخْوَاننَا طُوبَى لمن رزق لِسَانا بِذكر الله وَالصَّلَاة على مُحَمَّد رَسُول الله طُوبَى لمن رزقه مَوْلَانَا لِسَانا مَشْغُولًا بِذكر الْإِلَه الْكَرِيم
وبالصلاة على الرؤوف الرَّحِيم
440 - صِيغَة الصَّلَاة
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لرجل من أَصْحَابه مَا قلت البارحة من قَول الْخَيْر قَالَ الرجل يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْك قلت اللَّهُمَّ ثل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد حَتَّى لَا يبْقى من الصَّلَوَات شَيْء ويبارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد حَتَّى لَا يبْقى من البركات شَيْء وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآل مُحَمَّد حَتَّى لَا يبْقى من الرحمات شَيْء
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لذَلِك رَأَيْت البارحة الْمَلَائِكَة يحفونَ بأزقة الْمَدِينَة) فَأَكْثرُوا من الصَّلَاة على سيد الْأَنْبِيَاء وَأفضل الأحباء وَأكْرم الأصفياء وَأجل من ولدت النِّسَاء صلى الله عَلَيْهِ صَلَاة دائمة بِلَا انْقِضَاء فِي اللَّيْل إِذا يغشى وَفِي النَّهَار إِذا تجلى وَفِي الْآخِرَة وَالْأولَى
وأنشدوا
(صلى الْإِلَه على خير الْأَنَام وَمن ... نرجو النجَاة بِهِ فِي مَوضِع العطب)
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 285