رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ بمنى (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بَيْنَمَا أَنا وَاقِف عِنْد الْمِيزَان فَيُؤتى بشاب من أمتِي وَالْمَلَائِكَة يضربونه وَجها ودبرا فَيتَعَلَّق بِي وَيَقُول يَا مُحَمَّد المستغاث المستغاث بك فَأَقُول يَا مَلَائِكَة رَبِّي مَا ذَنبه فَيَقُولُونَ أدْرك شهر رَمَضَان فعصى الله فِيهِ وَلم يتب فَأَخذه الله فَجْأَة فَأَقُول هَل قَرَأت الْقُرْآن فَيَقُول تعلمته ونسيته فَأَقُول بئس الشَّاب أَنْت فَلَا هُوَ يتركني وَلَا الْمَلَائِكَة يتركونه ثمَّ أشفع لَهُ من الله تَعَالَى فَأَقُول إلهي شَاب من أمتِي فَيَقُول الله تَعَالَى إِن لَهُ خصما قَوِيا يَا أَحْمد فَأَقُول وَمن خَصمه يَا رب حَتَّى أرضيه فَيَقُول الله تَعَالَى خَصمه شهر رَمَضَان فَأَقُول أَنا بَرِيء مِمَّن خَصمه شهر رَمَضَان
وَمن يشفع لمن لم يعرف حُرْمَة رَمَضَان فَيَقُول الله تَعَالَى وَأَنا بَرِيء مِمَّن أَنْت بَرِيء مِنْهُ فَينْطَلق بِهِ إِلَى النَّار فَالله الله عباد الله لَا تهونوا شهرا أعظم الله حرمته وَأوجب حَقه وَقد فَضلكُمْ بِهِ عَن سَائِر الْأُمَم وَهُوَ هَدِيَّة من الله تَعَالَى إِلَيْكُم وكرامة تفضل بهَا عَلَيْكُم ليغفر لكم ذنوبكم وَيسْتر عَن النَّار عيوبكم ويغشيكم مِنْهُ الرَّحْمَة وَيرْفَع عَنْكُم فِيهِ النقمَة
ويفضلكم بجزيل النِّعْمَة ويشرح صدوركم بِنور الْحِكْمَة
371 - خسران العَاصِي فِي رَمَضَان
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ 0 سَمِعت جِبْرِيل يَقُول سَمِعت الله عز وَجل يَقُول يُؤْتى بشاب يَوْم الْقِيَامَة باكيا حَزينًا وَالْمَلَائِكَة تسوقه بمقامع من حَدِيد وَمن نَار وَهُوَ يَقُول الْأمان الْأمان ألف سنة وَلَا أَمَان لَهُ ثمَّ يساق فَيُوقف بَين يَدي الله تَعَالَى فيأمر الله مَلَائِكَة الْعَذَاب أَن تسحبه على وَجهه إِلَى النَّار قلت يَا جِبْرِيل من هُوَ قَالَ شَاب من أمتك قلت وَمَا ذَنبه قَالَ أدْرك شهر رَمَضَان فعصى الله فِيهِ وَلم يسْتَغْفر الله وَلم يتب إِلَيْهِ كي يغْفر الله فَأَخذه الله بَغْتَة فَالله الله عباد الله اسمعوا بآذانكم وتدبروا بقلوبكم فَلَعَلَّ الله يبلغكم مرغوبكم وَيغْفر الْعَظِيم من ذنوبكم
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 232