responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 207
(لَو أطاقوا الْجَواب قَالُوا وجدنَا ... سكرة تتْرك الْعَزِيز ذليلا)
(بدلُوا بعد الْقُصُور قبورا ... ثمَّ بعد اللبَاس ردما ثقيلا)
عباد الله اعْمَلُوا لظلمة الْقَبْر قبل فَوَات الْعَمَل وَبَادرُوا بِالتَّوْبَةِ قبل انْقِضَاء الْأَجَل واشعلوا فِي قُلُوبكُمْ نيران الْخَوْف والوجل وتزودوا للقبر بَيْنَمَا أَنْتُم فِي فسحة ومهل فَإِن الْمَوْت آتٍ والعمر فَاتَ وَالطَّرِيق طَوِيل والزاد قَلِيل وهول الْقَبْر ثقيل
وأنشدوا
(تضرع فِي دجى اللَّيْل ... إِلَى مَوْلَاك يكفيكا)
(وَلَا تأمن هجوم الْمَوْت ... إِن الْمَوْت يأتيكا)
(كَأَنِّي بِالَّذِي يهواك ... فِي الْقَبْر يدليكا)
(وَقد أفردت فِي لحدك ... فَردا بمساويكا)
(واسلمك الَّذِي قد كَانَ ... فِي الدُّنْيَا يصافيكا)
(فيا سؤلي وَيَا ذخري ... وكل الْخلق راجيكا)
(وَيَا من لَيْسَ منا ... أحد يُحْصى اياديكا)
تجَاوز عَن مقَال ثمَّ ... حقق أملي فيكا)
يَا أخي قُم بَين يَدي مَوْلَاك إِذا دخل اللَّيْل البهيم واسأله لَعَلَّه يَكْفِيك فِي قبرك الْعَذَاب الْأَلِيم
333 - حِكَايَة عَن ابْن الْأسود

حُكيَ عَن الْحجَّاج بن الْأسود أَنه قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي دخلت فِي الْمَقَابِر فَإِذا أَهلهَا نيام فِي قُبُورهم وَقد تشققت الأَرْض عَنْهُم فَمنهمْ النَّائِم على التُّرَاب وَمِنْهُم النَّائِم على الْقبَاطِي وَمِنْهُم النَّائِم على السندس وَمِنْهُم النَّائِم على الإستبرق وَمِنْهُم النَّائِم على الْحَرِير وَمِنْهُم النَّائِم على الديباج وَمِنْهُم النَّائِم على الياسمين وَالريحَان وَمِنْهُم النَّائِم كالمبتسم فِي نَومه وَمِنْهُم حَائِل اللَّوْن وَمِنْهُم من قد أشرق نوره وَمِنْهُم قد اشْتَدَّ كربه وَمِنْهُم من قد اغتم فِي ضيق الْقَبْر ووحشته
فَبَكَيْت فِي مَنَامِي مِمَّا رَأَيْت ثمَّ قلت يَا رب لَو شِئْت لسويت بَينهم فِي الْكَرَامَة فناداني مُنَاد من بَينهم يَا حجاج هَذَا الَّذِي ترَاهُ من تفاضل الْأَحْوَال إِنَّمَا هِيَ منَازِل الْأَعْمَال وَلكُل امْرِئ مِنْهُم مَا قدم
فَاسْتَيْقَظت فَزعًا مَرْعُوبًا وأنشدوا

اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست