responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 177
عباد الله لَا تغفلوا عَن ذكر الْمَوْت وتفكروا فِيهِ قبل الْفَوْت فوَاللَّه مَا بَين أحدكُم وَبَين طول الأسف والندامة على مَا قد سلف إِلَّا أَن تنزل بِهِ الْمنية غدْوَة أَو عَشِيَّة فعظ نَفسك قبل حُلُول الرزية
وَقيل فِي قَول الله تَعَالَى {وأنفقوا من مَا رزقناكم من قبل أَن يَأْتِي أحدكُم الْمَوْت فَيَقُول رب لَوْلَا أخرتني إِلَى أجل قريب} المُنَافِقُونَ 10 قيل الْأَجَل الْقَرِيب عِنْد كشف الغطاء يَقُول العَبْد عِنْد الْمَوْت يَا ملك الْمَوْت أخرني يَوْمًا أعمل فِيهِ صَالحا لنَفْسي فَيَقُول ملك الْمَوْت فنيت الْأَيَّام فَلَا يَوْم فَيَقُول أخرني سَاعَة فَيَقُول فنيت السَّاعَات فَلَا سَاعَة فَيَقُول اتركني أَتكَلّم فَيَقُول فرغ كلامك فَلَا كَلَام
فتبلغ الرّوح الْحُلْقُوم فَيُؤْخَذ بكظمه فتقطع الْأَوْقَات والأعمال وَيبقى عدد الأنفاس ليشهد فِيهَا المعاينة عِنْد كشف الغطاء فيحتد بَصَره فَإِذا كَانَ فِي آخر نفس زهقت نَفسه فيدركه مَا سبقت لَهُ من شقاوة أَو سَعَادَة
299 - سُؤال الرُّجُوع للدنيا

وَقيل أول من يسْأَل الرّجْعَة من لم يكن أدّى زَكَاة مَاله كَقَوْلِه عز وَجل {فَأَصدق وأكن من الصَّالِحين} المُنَافِقُونَ 10 فَالله الله بَادرُوا قبل حُلُول الْأَجَل وَانْقِطَاع الأمل من صَالح الْعَمَل وفراغ الأنفاس وورود الأرماس وَلَا ينفعك حبيب وَلَا حميم وَلَا ولد وَلَا وَالِد رَحِيم قد أحاطت بك الخطوب وَكَثُرت عَلَيْك الكروب وَأخذ الْوَارِث مَالك ونكح الْعَدو أَو الصّديق عِيَالك
وأنشدوا
(أرى الْأزْوَاج تنْكح إِن هَلَكت ... وَيقسم وارثي مَا قد تركت)
(وَلَا يبْقى الوداد بقلب خل ... إِذا انْقَطع الرجا مني ومت)
(وينساني الصّديق فَمَا يُبَالِي ... أَمر بِهِ ويعرض إِن ذكرت)
(ويشمت بِي رجال من سفاه ... وَمَا قد كنت قطّ بهم شمت)
(وَلست بحاصل إِلَّا على مَا ... من الْأَعْمَال فِي الدُّنْيَا عملت)
(فياذا الْعَرْش عفوا عَن ذُنُوبِي ... وَعَن زللي وَمَا كنت اجترمت)
(وشفع فِي نبيك حِين أدعى ... غَدَاة الْعرض إِن تفعل نجوت)
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه عرض عَلَيْهِ مَا يُصِيب أمته من بعده فَمَا رُؤِيَ ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا حَتَّى قَبضه الله تَعَالَى

اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست