responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 167
وَاعْلَمُوا عباد الله أَن مَا من جمَاعَة وَإِن كثرت إِلَّا وَالْمَوْت يقللها حَتَّى يفنيها عَن آخرهَا وَإِنَّمَا أعمارها عوار وَالْعَارِية لَا تبقى يرجع الْكل إِلَى الله تَعَالَى يفصل بَينهم بِالْحَقِّ وَهُوَ خير الفاصلين فشقي وَسَعِيد وَمِنْهُم ومعذب
وأنشدوا
(وَمَا أهل الْحَيَاة لنا بِأَهْل ... وَلَا دَار الفناء لنا بدار)
(وَمَا أَمْوَالنَا إِلَّا عوار ... سيأخذها الْمُعير من المعار)
284 - ملاقاة الْأَرْوَاح

رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِذا عرج بِروح الْمُؤمن تَلَقَّتْهُ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ بِالرَّحْمَةِ والبشرى كَمَا يتلَقَّى الْغَائِب فِي الدُّنْيَا ثمَّ يقبلُونَ عَلَيْهِ فيسألونه فَيَقُولُونَ مَا فعل فلَان وَمَا حَاله فَيَقُول بِخَير تركته وَالله على طَريقَة حَسَنَة
فَيَقُولُونَ يَا رَبنَا أَنْت هديته لذَلِك فثبته عَلَيْهِ حَتَّى تقبضه وَإِن سَأَلُوهُ عَن إِنْسَان قد مَاتَ فَيَقُول قد هلك فَيَقُولُونَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عمل وَالله بِغَيْر عَملنَا فسلك بِهِ غير طريقنا ذهب وَالله بِهِ إِلَى أمة الهاوية بئست الْأُم وبئست المربية
285 - أَعمال الْأَحْيَاء والأموات

قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تعرض على الْمَوْتَى أَعمالكُم فَإِن رَأَوْا خيرا اسْتَبْشَرُوا بِهِ وَقَالُوا اللَّهُمَّ هَذِه نِعْمَتك فأتممها على عَبدك وَإِن رَأَوْا سَيِّئَة اغتموا لَهَا وَقَالُوا اللَّهُمَّ رَاجع بعبدك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَلَا تحزنوا أمواتكم بأعمالكم السَّيئَة فَإِن أَعمالكُم تعرض عَلَيْهِم) فَالله الله عباد الله اجتهدوا فِي اكْتِسَاب الْحَسَنَات وَاجْتَنبُوا فِي ليلكم ونهاركم السَّيِّئَات فَإِن ذَلِك محزن الْأَهْل والأقربين من الْأَمْوَات
وأعملوا فِي صحتكم قبل السقم وَقدمُوا فِي شبابكم قبل الْهَرم فَإِن الْمَوْت إِذا جَاءَ لَا يرجع وسهامه إِذا فَوْقهَا لَا تدفع وكأسه إِذا أدارها لاتنزع حياضه مورودة وساعاته مَعْدُودَة وأهواله مَشْهُودَة وَالْحِيلَة عِنْد نُزُوله مفقودة غير مَوْجُودَة
وأنشدوا
(الْمَوْت حتم حَوْضه مورود ... وَالْمَوْت يفني جَمعنَا ويبيد)
(وَالْمَوْت يحكم فِي النُّفُوس بحتفها ... وَله على تَنْفِيذ ذَاك جنود)
(وَالْمَوْت يفْسد مهجة الْملك الَّذِي ... قد عززته عَسَاكِر وجنود)
(وقلوبنا فِي كل ذَا مشغوفة ... حبا لدار زهرها مَعْقُود)

اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست