responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 157
(سقاهم الدَّهْر كأسا غير صَافِيَة ... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا)
فَالله الله معاشر المذنبين لَا تشْغَلُوا عَمَّن يطلبكم وَلَا تنسوا من لَا ينساكم وَقد خَلقكُم الله تَعَالَى وَخلق آجالكم من قبل أَن تَأتي سَاعَة السكرات والندم على مَا فَاتَ فهيهات هَيْهَات ثمَّ هَيْهَات هَيْهَات
وأنشدوا
(إسمع فقد أسمعك الصَّوْت ... إِن لم تبادر فَهُوَ الْفَوْت)
(بل كَانَ مَا شِئْت وعش سالما ... آخر هَذَا كُله الْمَوْت)
يَا أخي إِذا جَاءَك الْمَوْت لَا ينفعك مَا جمعته وَلَا ينجيك مَا اكتسبته فامهد لنَفسك قبل مُفَارقَة الأحباب وَالْجِيرَان وَالْأَصْحَاب وَالْخُرُوج من الديار إِلَى منَازِل الدُّود وَالتُّرَاب وبيوت الوحشة وَالْعَذَاب إِلَّا أَن يعْفُو الْملك الْوَهَّاب فتفكروا يَا أولي الْأَلْبَاب يَا معشر الشيب والشباب
وأنشدوا
(مضى أمسك الْمَاضِي شَهِيدا معدلا ... وأعقبه يَوْم عَلَيْك شَهِيد)
(فَإِن تَكُ بالْأَمْس اجترحت إساءة ... فبادر بِإِحْسَان وَأَنت حميد)
(وَلَا تبْق فعل الصَّالِحَات إِلَى غَد ... لَعَلَّ غَدا يَأْتِي وَأَنت فقيد)
(إِذا مَا المنايا أَخْطَأتك وصادفت ... حميمك فَاعْلَم أَنَّهَا ستعود)
270 - ذكر الْمَوْت وَالْعَمَل

رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا أَكثر رجل ذكر الْمَوْت إِلَّا زَاد ذَلِك فِي عمله) فيا إخْوَانِي أَكْثرُوا ذكره لَعَلَّ الله أَن يهونه عَلَيْكُم ويرحمكم عِنْد نُزُوله بكم وَاجْعَلُوا الْمَوْت عِنْد منامكم مهادا وَعند قيامكم سهادا
واستعدوا بِكَثِير الْحَسَنَات وَاجْتنَاب الأوزار والسيئات
فرحم الله امْرأ رحم نَفسه وَنظر إِلَيْهَا وَذكر رمسه
وأنشدوا
(نغص الْمَوْت وَيحكم كل طيب ... ودهاني بفقد كل حبيب)
(كم وَكم قد رَأَيْت من حدث السن ... عَزِيز كغصن بَان رطيب)
(حس بِالْمَوْتِ فانثنى بانكسار ... وَاضِعا خَدّه بذل عَجِيب)
(قَائِلا إخوتي سَلام عَلَيْكُم ... إِذْ دنت شمس مدتي بالمغيب)
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا أَكثر رجل ذكر الْمَوْت إِلَّا ترك الْفَرح

اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست