responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 151
(لَكُنْت حَقِيقا يَا ابْن آدم بالبكا ... على نائبات الدَّهْر مَعَ كل مسعد)
فاستعذ من ذنوبك يَا مِسْكين قبل عرق الجبين وانتشار العرقين وَقبل مد الشمَال وَقبض الْيَمين وتضعيف قوتك بالأنين وَيكثر حواليك البكا والحنين وَجَرت دموعك لمفارقة الْأَهْل والبنين وَلَا ينفعك مَا جمعت من الْأَمْوَال فِي الشُّهُور والسنين ثمَّ أَنْت فِي قبرك لعملك رهين إِلَى يَوْم عرضك على أسْرع الحاسبين
قد تغير جسمك فِي الجنادل وَالتُّرَاب بعد تنعمك بدقائق الشَّبَاب
وأنشدوا
(من لم يطَأ منا التُّرَاب بِرجلِهِ ... وطئ التُّرَاب بنضرة الخد)
(لَو كشفت للنَّاس أغطية البلى ... لم يعرفوا الْمولى من العَبْد)
(من كَانَ بَيْنك فِي التُّرَاب وَبَينه ... شبران كَانَ بِموضع الْبعد)
260 - أَسمَاء الْعباد

ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شَجَرَة فرعها تَحت الْعَرْش مَكْتُوب على كل ورقة من أوراقها اسْم عبد من عبيده فَإِذا جَاءَ أجل العَبْد سَقَطت تِلْكَ الورقة الَّتِي فِيهَا اسْمه فِي حجر ملك الْمَوْت فَأخذ روحه فِي الْوَقْت
وأنشدوا
(إِنِّي لعبت وحادي الْمَوْت فِي طلبي ... وَإِن فِي الْمَوْت شغل لي عَن اللّعب)
(لَو شمرت مهجتي فِيمَا خلقت لَهُ ... مَا اشْتَدَّ حرصي على الدُّنْيَا وَلَا كَلْبِي)
(سُبْحَانَ رَبِّي فَلَا شَيْء يعادله ... إِن الْحَرِيص على الدُّنْيَا لفي تَعب)
(لَا تغترر بديار لَا مقَام بهَا ... واقصد لدارك إِن الْمَوْت فِي الطّلب)
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا من يَوْم إِلَّا وملكان يناديان يَا أهل الدُّنْيَا ولدتم للْمَوْت وتبنون للخراب وَأَنْتُم محاسبون ومعذبون عِنْد ربكُم)
وأنشدوا
(عجبت لجازع باك مصاب ... بِأَهْل أَو حميم ذِي اكتئاب)
(شَقِيق الجيب دَاعِي الويل جهلا ... كَأَن الْمَوْت كالشيء العجاب)
(وَسوى الله فِيهِ الْخلق حَتَّى ... نَبِي الله فِيهِ لم يحابي)
(لَهُ ملك يُنَادي كل يَوْم ... لدوا للْمَوْت وَابْنُوا للخراب)
(لمن نَبْنِي وَنحن إِلَى تُرَاب ... نعود كَمَا خلقنَا من تُرَاب)

اسم الکتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست