اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 36
اما بعد: فأنت صبحك بما صبح به أولياءه وأهل طاعته أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدا فإن وقعت مسألة فائتنا فتسألنا عما بدا لك وأن أتيتني فلا تأتني إلا وحدك ولا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك ولا أنصح نفسي والسلام. فبينا أنا عنده جالس إذ دق داق الباب فقال يا صبية أخرجي انظري من هذا فقال محمد بن سليمان قال قولي له يدخل وحده فسلم ثم جلس بين يديه فقال مالي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا فقال حماد سمعت ثابتا يعني البناني يقول سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العالم إذا أراد بعلمه وجه الله تعالى هابه كل شيء وإذا أراد يكثر به الكنوز هاب من كل شيء فقال ما تقول يرحمك الله في رجل له ابنان وهو عن أحدهما أرضى فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله فقال لا ويرحمك الله فإني سمعت ثابتا البناني يقول أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل إذا أراد أن يعذب عبدا بماله وفقه عند موته لوصية جائرة. قال فحاجة قال هات ما لم تكن رزية في دين الله قال أربعين ألف درهم تستعين بها على ما أنت عليه قال أرددها على من ظلمته بها قال والله ما أعطيتك إلا ما ورثته قال لا حاجة لي فيها قال اروها عني روى الله عنك أوزارك قال فغير هذا قال هات ما لم يكن رزية في دين الله قال تأخذها فتقسمها قال فلعلي إن عدلت في قسمتها أن يقول بعض من لم يرزق منها أنه لم يعدل في قسمتها فيأثم اروها عني روى الله عنك أوزارك قلت ما أحسن
اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 36