responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 57
الفصل الثاني عشر
يا من عمي عن طريق القوم، عليك بإصلاح نور البصر. القلب المظلم يمشي في شوك الشك وما عنه خبر. وقت التائب كله عمل: نهاره صوم، وليله سهر، ووقت البطال كله غفلة، وبصيرته عميت عن النظر. من ذاق حلاوة الزهد، استحلى التهجد والسهر، إن تدرك المتجهدين في أول الليل، ففي أعقاب السحر. تيقّظ من نوم الغفلة، فهذا فجر المشيب انفجر، وأذلة التخلف إذا تخلف عن الباب وما حضر!.
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يكونن أحدكم كالعبد السوء، إن خاف عمل، وإن لم يخف فلا عمل، أو كالأجير السوء، إن لم يعط أجرا وافرا لم يعمل" [1] .
أوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود، العاشقون يعيشون في حلم الله، والذاكرون يعيشون في رحمة الله، والعارفون يعيشون في لطف الله، والصّدّيقون يعيشون في بساط الأنس بالله يطعمهم ويسقيهم.
قال أبو بكر الرازي: قال ابن عطاء: لما أكل آدم من الشجرة، طرده كل شيء ونفاه عن نفسه، وأبعده عن نفسه، وأبعده عن قربه، إلا شجرة العود، فإنها آوته. وبكى عليه كل شيء إلا الذهب والفضة.
فأوحى الله إليهما: ما لكما لا تبكيان على محب طرده محبوبه؟ فقالا: إلهنا، وما كنا لنبكي على محب عصى محبوبه. فقال: وعزتي وجلالي، لأعزنّكما ولأجعلنّكما قيمة كل شيء، ولأجعلنّ لأولاد آدم خدّاما لكما.
وأوحى الله إلى العود: ومالك أويت طريد مولاه؟ فقال: رحمة مني على ذلك.

[1] قال الحافظ العراقي في الأحياء: لم أجد له أصلا.
اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست