اسم الکتاب : أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 95
فجعلا يكرران ذلك مرارا فجئت شريكي فجعل يسمع الصوت ولا يفهم الكلام فلقنته إياه ثم تفهمه ففهمه فلما كان من الغد جاءني رجل فقال: احفر لي ها هنا قبرا بين القبرين الذين سمعت منهما الكلام قلت: اسم هذا جابر واسم هذا عبد الله؟ قال: نعم فأخبرته بما سمعت قال: نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها لا جرم لأكفرن عن يميني ولأصلين عليها ولأترحمن عليها قال: ثم مر بي بعد وبيده عكاز وإداوة فقال: إني أريد الحج لكمان يميني تلك.
وقال أبو الفرج بن الجوزي الحافظ: حدثني الشيخ أبو الحسن البراديسي عن بعض العدول أن رجلا رأى في منامه قاضي القضاة أبا الحسن الزينبي فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ثم أنشد شعرا:
وإن امرءا ينجو من النار بعدما ... تزود من أعمالها لسعيد
ثم قال: قل لفلان وفلان رجلين كانا وصيين له: لم تضيقون صدر فلانة وفلانة وفلانة؟ فسمى ثلاث سراري له ولم أسمع بأسمائهن إلا في هذا المنام فلقي الرجل الوصيين فذكر لهما ذلك فقالا: سبحان الله لقد كنا البارحة نتحدث في المسجد في التضييق عليهن.
فصل: كلام الموتى ورد السلام
وقد ذكرنا فيما تقدم من كلام الموتى ورد السلام عليهم ولا ينافي هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يستطيعون أن يجيبوا" لأن المراد نفي الإجابة المعهودة التي يسمعها الأحياء وقد ثبت تلكم الموتى.
كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق" [1]. [1] أخرجه البخاري "ح 1319".
اسم الکتاب : أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 95