اسم الکتاب : أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 45
دلالة القرآن على عذاب القبر
وقد دل القرآن على عذاب القبر في مواضع كقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93] .
جدا عن جابر الجعفي عن تميم بن حذلك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله إن بشر بروح وريحان وجنة نعيم أن يعجله وإن بشر بنزل من حميم وتصلية جحيم أن يحبسه".
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فقالت عائشة: أو بعض أزواجه إنا نكره الموت قال: ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه" [1].
وقد روى هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة.
وعن زاذان، عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن نفس المؤمن يقال لها أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان فتسيل كما تسيل القطرة من السقاء وإن نفس الكافر يقال لها أخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق في جسده وتأبى أن تخرج فيجذبونها فينقطع معها العروق والعصب" [2].
وفي رواية عيسى بن السيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فتتفرق روحه في جسده كراهة أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول". [1] الحديث أخرجه البخاري "ح 6507". [2] جزء من حديث البراء بن عازب الطويل في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عند القبر. وهو صحيح ثابت. وتقدم تخريجه مفصلا.
اسم الکتاب : أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور المؤلف : ابن رجب الحنبلي الجزء : 1 صفحة : 45