اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 81
ومنابر الإعلام والصحافة والتلفزيون، والسينما لمرتزقة المعلمين وقاصري العقول، ومتوسطي الذكاء من المعلقين الصحفيين والإعلاميين وبائعي المتع والشهوات ليشوهوا معنى الحرية وتطبيقاتها.
وأما عن -السمة الثانية- وهي الممارسة العملية للحرية، والتدرب على التفكير الحر فيمكن القول أن الأصول الإسلامية تطلقها كاملة حين تجعل للصواب من ثمرات التفكير أجرين، بينما تجعل للخطأ أجرا واحدًا، مع ملاحظة أنها لم تخصص أجرا للخطأ إلا في ميدان التفكير والاجتهاد العقلي. ومعنى هذا أن من لا يري الله أثر نعمته عليه في العقل، والتفكير لا ينال من الله أجرًا، وأن من يخطئ في استعمال هذه النعمة هو أفضل من المعطل لها العاجز عن استعمالها، المستسلم للإبائية والتقليد.
ولتكون الحرية كاملة تعمد التربية الإسلامية إلى تطهير البيئة من جميع الضغوط، والقيود التي تحول دون هذه الحرية، فتزكيها من الصنمية والخرافة اللتين تحولان دون حرية التفكير، ومن الطغيان الذي يحول دون حرية الاختيار، ومن الخوف والجمود اللذين يحولان دون حرية العمل، ومن الظلم الذي يحول دون حرية عرض المثل الأعلى.
أزمة الحرية في التربية المعاصرة:
تتباين أزمة الحرية في التربية المعاصرة في كل من المجتمعات التي توصف بالتقدم، والمجتمعات التي توصف بالنمو أو التخلف. ويمكن التعرف على طبيعة هذه الأزمة من خلال أمرين: الأول، فحص القيم التربوية والعلمية السائدة في النوعين من المجتمعات. والثاني، تتبع تطور حرية الإنسان في كل من البيئتين المذكورتين.
أما عن الأمر الأول، أي القيم التربوية والعلمية فيلاحظ أنه في المجتمعات التي توصف بالتقدم تنبع قيم حرية التفكير والتعبير، والعمل والاختيار من المؤسسات التربوية ابتداء حيث يعطي المربون حرية التفكير
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 81