responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 80
والسؤال الذي نطرحه هنا: ما هي الأداة التي يمارس الإنسان بواسطتها هذه الأنواع من الحرية، هل هي الدوافع أم العقل؟ في الحضارة الحديثة يغلب استعمال -الدوافع- كأداة لاختيار نوع الحرية. والدوافع أدوات عمياء غير مبصرة لا تختار إلا الحاجات الأساسية السفلى. أما في التربية الإسلامية فالعقل هو أداة هذا الاختيار شريطة أن تكون القدرات العقلية ناضجة مكتملة، وهي ما يشير إليها القرآن باسم -الألباب. ولقد انتبه إلى هذا الأمر -بول هـ. هيرست- حيث كتب يقول:
"إن مبدأ -حرية إقرار الأفعال- أساسي في القيم الأخلاقية. ولكن يوجد إلى جانبه مبادئ أخرى. فالحرية لا تؤدي قراراتها إلى نفع أخلاقي ما لم تتم هذه القرارات في الحدود التي يقررها العقل"[1].
ويرتبط بالأمر المذكور أعلاه الانتباه إلى مؤهلات المربي الذي يدرب الناشئة على الحرية، ويقدم لهم قدوة ممارساتها. وفي ذلك يقول الفيلسوف -فرتز شوماخر: "إن المربي كالجنائي الماهر الذي يعمل على تطوير تربة خصبة مناسبة حيث يغرس فيها النبات الغض وينمو بجذور وأغصان قوية. وخلال هذا النمو يجد جميع عناصر الغذاء التي يحتاجها. والنبات الغض سوف ينمو طبقا لقوانين النمو التي هي دقيقة ونافعة إلى درجة لا نستطيع تصورها. والنبات سوف ينمو بشكل أفضل حينما يعطى أقصى درجات الحرية ليختار عناصر الغذاء التي تناسبه. أي أن الحرية تشكل عاملا أساسيا في التربية"[2].
وهنا تبدو درجة الخطر الذي تتسبب به الأمة حين تسلم معاهد التعليم

[1] paul H. Hirst, Moral Educatin in Secular Society,"London: University of London Press, 1974" P.61.
[2] E. Fritz. Schumacher, A. Guide For the Perplexed. "New york: Harper & Pubishers, 1977" P.122.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست