عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد
قَالَ ابْنُ مَاجَهْ1: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ"، ثُمَّ أَوْرَدَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ وَلَا يَصِحُّ، وَلَوْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا وَقَعَ مِنَ الْفِتْنَةِ بِسَبَبِ الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ والمحنة للإِمام أحمد بن حنبل وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَمَا بَسَطْنَا ذَلِكَ هُنَالِكَ، وَرَوَى رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ مُنْكَرُ الرواية عن سفيان الثوري عَنْ رِبْعِيٍ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا:
"خَيْرُكُمْ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ خَفِيفُ الْحَاذِ" قَالُوا: وَمَا خَفِيفُ الْحَاذِ يَا رَسُولَ اللَّهِ? قَالَ: "مَنْ لَا أَهْلَ له ولا ولد" وهذا منكر[2].
1الحديث رواه ابن ماجه في سننه 2- 1348، حديث رقم 4057. [2] الحديث رواه السيوطي في الفتح الكبير 2- 101 ولفظه " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ الذي لا أهل له ولا ولد"، وقال رواه أبو يعلى في مسنده.
- وقد وقع في المخطوطة لفظه "الجاد" بدل لفظه "الحاذ" وهذا تحريف وقد أثبته من الحديث في المصدر السابق.
- والحاذ: الظهر، ومعنى خفيف الظهر، الذي ليس على ظهره حمل ثقيل أهـ.
اسم الکتاب : النهاية في الفتن والملاحم المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 24