اسم الکتاب : النهاية في الفتن والملاحم المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 231
وَعِنْدَ مُسْلِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخِطَابِ نَحْوُ من هذا بأبسط منه.
فقوله عليه الصلاة والسلام: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا"، يَعْنِي بِهِ أَنَّ الإماء تكون فِي آخِرِ الزَّمَانِ هُنَّ الْمُشَارُ إِلَيْهِنَّ بِالْحِشْمَةِ فتكون الْأَمَةُ تَحْتَ الرَّجُلِ الْكَبِيرِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الحرائر، ولهذا قَرَنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: "وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ" يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُمْ يكونون رؤوس الناس، قد كثرت أموالهم، وامتدت وجاهتهم، ليس لَهُمْ دَأَبٌ وَلَا هِمَّةٌ إِلَّا التَّطَاوُلُ فِي البناء.
من علامات الساعة تكثف الدنيا عند من لا خلق له ولا دين
وهذا كما في الحديت الْمُتَقَدِّمِ:
"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَحْظَى الناس بالدنيا لكع بن لكع1".
1 اللكع: بضم اللام وفتح الكاف بعدها عين اللئيم. من علامات الساعة إسناد الأمور لغير أربابها
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
"إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غير أهله فانتظر الساعة".
وَفَّى الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يسود كل قبيلة رذالها".
وَمَنْ فَسَّرَ هَذَا بِكَثْرَةِ السَّرَارِي لِكَثْرَةِ الْفُتُوحَاتِ، فَقَدْ كَانَ هَذَا فِي صَدْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كبير جِدًّا، وَلَيْسَ هَذَا بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ أَشْرَاطِ الساعة المتاخمة لوقتها، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
اسم الکتاب : النهاية في الفتن والملاحم المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 231