اسم الکتاب : النهاية في الفتن والملاحم المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 179
الدجال منهم رجلاً ثم يقول: هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ فاقتلوه، فينشر ثم يقول: أنا أحييه، فيقول: قمٍ فيقوم بإذن الله ولا يأذن لنفس غَيْرِهَا فَيَقُولُ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَتُّكَ ثُمَّ أَحْيَيْتُكَ؟ فيقول: الآن أزيد لك تكذيباً بَشَّرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ تقتلني ثم أحيا بإذن الله فيوضع على جلده صفائح من نحاس ثم يقول: اطرحوه في ناري، فيحول الله ذلك على النذير فَيَشُكُّ النَّاسُ فِيهِ وَيُبَادِرُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فإذا صعد على عقبة[1] أفيق وقع ظلمه على المسلمين ثم يسمعون أن جَاءَكُمُ الْغَوْثُ فَيَقُولُونَ: هَذَا كَلَامُ رَجُلٍ شَبْعَانَ وَتُشْرِقُ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مريم ويقول يا معشر المسلمين احذروا رَبَّكُمْ وَسَبِّحُوهُ فَيَفْعَلُونَ، وَيُرِيدُونَ الْفِرَارَ فَيُضَيِّقُ اللَّهُ عليهم الأرض فإذا أتوا باب لدّ وافقوا عيسى فإذا نظر إلى عيسى يقول: أقم الصلاة، قال الدجال: يا نبي الله قد أقميت الصلاة، فيقول: يَا عَدُوَّ اللَّهِ زَعَمْتَ أَنَّكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فلمن تصلي؟ فيضربه بمقرعة فَيَقْتُلُهُ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَنْصَارِهِ خَلْفَ شَيْءٍ إِلَّا نَادَى يَا مُؤْمِنُ هَذَا دَجَّالٌ فاقتله، إلى أن قال فيمنعون أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَمُوتُ أَحَدٌ وَلَا يَمْرَضُ أحد، ويقول الرجل لغنمه: اذهبي الى السرح[2] ولدي به وأرعي وتمر الماشية بين الزرع ولا تَأْكُلُ مِنْهُ سُنْبُلَةً وَالْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ لَا تُؤْذِي أَحَدًا وَالسَّبُعُ عَلَى أَبْوَابِ الدُّورِ لَا يُؤْذِي أحداً ويأخذ الرجل المؤمن القمح فيبذره بلا حرث فيجيء منه سبعمائة فيمكثون كذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيمرحون ويفسدون ويستغيث النَّاسُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، وَأَهْلُ طُورِ سَيْنَاءَ هم الذين فتح الله لهم القسطنطينهة فيدعون فيبعث الله دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ذَاتَ قَوَائِمَ فَتَدْخُلُ فِي آذانهم، فيصبحون موتى أجمعين وَتُنْتِنُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ، فَيُؤْذُونَ النَّاسَ بِنَتَنِهِمْ أَشَدَّ من حياتهم، فيستغيثون بالله فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَّةً غَبْرَاءَ فَتَصِيرُ عَلَى الناس غماً ودخاناً ويقع عليهم الزكمة ويكشف [1] عقبة أفيق هي الأردن المعرفة وهي مشرفة على بحيرة طبرية ويقال لها فيق. [2] السرح: بضم السين واالراء السهل.
اسم الکتاب : النهاية في الفتن والملاحم المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 179