اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 71
الليلة مع القافلة)) اهـ.
أقول: فلله تلك الهمم ما أسمقها وأعلاها! فهل سمعت بمثل هذه الهمم والعزائم؟ ! فاليومُ الثالث جميعُه في القراءة (من ضحوةِ إلى المغرب، ومن المغرب إلى الفجر) ، فبمثل هذه الهمة بلغ الخطيب إلى ما بلغ، حتى دُعي بـ ((حافظ المشرق)) ، وصار بمثل هذه الهمة عمدة المحدثين ومعوّلهم، بل صاروا عِيالاً على كتبه كما قال ابنُ نقطة [1] .
- ما قيل حول هذه القصة.
قال الحافظ الذهبي في ((السِّير)) [2] -معلِّقًا-: ((قلت: هذه والله القراءةُ التي لم يُسْمَع قطُّ بأسْرَعَ منها)) .
وقال -أيضًا- في ((تاريخ الإسلام)) [3] : ((وهذا شيءٌ لا أعلمُ أحدًا في زماننا يَسْتَطيعُه)) .
وفي ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) [4] للسخاوي، أنه سأل شيخه -أي ابن حجر- ((هل وقعَ لكم استيفاءُ يومٍ في القراءة؟ (يعني: مثل ما وقع للخطيب) فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس لو كانت متواليةً لنقصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثريَّا من الثرى، فإنّ الخطيب -رحمه الله- قراءته في غايةٍ [1] ((التقييد لرواة السنن والمسانيد)) : (1/ 170) . [2] (18/ 279- 280) . [3] وَفَيَات (463) ، (ص/ 99) . [4] (1/ 104) .
اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 71