اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 60
* لا تمضي عليه ساعة إلا في اشتغالٍ بالعلم
نقل ابن رجب في ((ذيل الطبقات)) [1] في ترجمة العلامة أبي البقاء عبد الله بن الحسين العُكْبَري ت (616) عن ابن النجار قولَه: ((قرأتُ عليه كثيرًا من مصنَّفاته، وصحبته مدَّة طويلة ... وكان مُحِبًّا للاشتغال والإشغال [2] ، ليلاً ونهارًا، ما يمضي عليه ساعة إلا وواحد يقرأ عليه، أو مُطَالع له، حتى ذكر لي أنه بالليل تقرأ له زوجته في كتب الأدب وغيرها)) .
* التحسُّر على الكتب وجعلها بمنزلة الولد
وذكر ابن رجب في ((الذيل)) [3] في ترجمة عبد الصمد بن أحمد ابن أبي الجَيْش البغدادي العلامة المتفنِّن ت (676) أنه صنَّف خُطبًا انفرد بِفنِّها وأُسلوبها وما فيها من الصَّنْعة والفصاحة، وجمع منها شيئًا كثيرًا، ذهبَ في واقعة بغداد [4] مع كتبٍ له أُخرى بخطِّه وأُصوله، حتى كان [1] (2/ 111) . [2] أي: للتعلُّم والتعليم. [3] (2/ 292) . [4] واقعة هجوم التتار عليها، وسقوط الخلافة العباسية سنة (656) .
أقول: يَكْثر ذِكْر هذه الواقعة عند الحديث عن الكتب وما أُتلِفَ منها ... ويستكثر الناسُ من إيراد أخبار التتار وما فعلوه، لكن أعجبتني لفتة لتاج الدين السبكي في ((طبقاته)) : (1/ 312) فبعد أن ذكر بضعَ صفحاتٍ من أخبارهم قال: ((ويكفي الفقيه ما أوردناه، فأوقات طالب العلم أشرف أن تضيع في أخبارهم، إلا للاعتبار بها، وما أوردناه عبرةً للمعتبرين، وكافٍ للمتعظين)) اهـ.
اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 60