اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 16
-رحمه الله-: ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - في زيادة حتَّى توفَّاه الله -عز وجل-)) اهـ.
وقد قيل: ما أمرَ اللهُ رسولَه بطلبِ الزيادة في شيءٍ إلا في العلم [1] .
خبر نبيِّ الله موسى - صلى الله عليه وسلم - في طلب الزيادة منه
والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت= فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.
ففي خبر كليم الله موسى - صلى الله عليه وسلم - الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (60-82) ، وذكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه كما في ((الصحيحين)) [2] وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر [3] ، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه ... )) الحديث.
قال أبو العبَّاس القرطبي [4] : ((وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب [1] انظر: ((الكشّاف)) : (2/ 448) ، و ((تفسير الخازن)) : (3/ 282) ، و ((فتح الباري)) : (1/ 170) ، و ((محاسن التأويل)) : (11/ 197) .
فائدة: قال الزمخشري: ((هذه الآية متضمِّنة للتواضع لله والشكر له، عندما علم من ترتيب التعلُّم، أي: علمتني يا ربِّ لطيفةٌ في باب التعلُّم وأدبًا جميلاً ما كان عندي، فزِدني علمًا إلى علم، فإن لك في كلِّ شيءٍ حكمة وعلمًا)) اهـ. ((الكشاف)) : (2/ 448) ، وعنه ما بعده من التفاسير. [2] البخاري رقم (74) ، ومسلم رقم (2380) من حديث أُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه-. [3] بفتح أوله وكسر الثاني، أو بكسر أوله وإسكان الثاني، وجهان. [4] ((المفْهِم)) : (6/ 196) ، وانظر ((مفتاح دار السعادة)) : (1/ 487- 488) ، ففيه =
اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 16