responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 499
يَا هَذَا لاحت الْغَايَة لعين الشيب فصح بخيل البدار مرحلة الشيب تحط على شَفير الْقَبْر وَقد أنجد من رأى حضنا أتحمل مشاق السّفر من وَرَاء النَّهر وتخاطر بالوقفة من نَخْلَة
يَا هَذَا إِذا ركبت مركب الْهوى فَاجْعَلْ باتاني الْمركب لمحاسبة النَّفس فَإِنَّهُ يشم كل يَوْم ريح ثرى الأَرْض فَيعلم هَل هُوَ على خطا أَو صَوَاب وَمَتى لم يعلم الطَّرِيق صدمه حجر فغرق
يَا من يحدث وَكَأَنَّهُ مَا يسمع مَتى لم ينصت سمع الْقلب ضَاعَ الحَدِيث أَتَرَى ينطبع فِي شمع سَمعك من هَذَا حرف تحضرون الْمجْلس فُرْجَة وتجعلون رَجَاء النَّفْع حجَّة وَلَا تسلكون إِلَى الْعَمَل محجة {وَمَا أبرئ نَفسِي} وَاعجَبا تَجْتَمِع العزائم فِي الْمجْلس اجْتِمَاع الثريا فَإِذا خرجنَا صَارَت كبنات نعش لَو تأملتم عيب الدُّنْيَا لهان طَلاقهَا
(سرُور الدَّهْر مقرون بحزن ... فَكُن مِنْهُ على حذر شَدِيد)
(فَفِي يمناه تَاج من نضار ... وَفِي يسراه قيد من حَدِيد)
آه للدنيا ملكت الْقلب حِين ملكت وأبقت الْغم ثمَّ أبقت
(تزودن منا كل قلب ومهجة ... وزودننا للوجد عض الأباهم)
(كم تألفت بحلو مذاقها ثمَّ أتلفت بمر فراقها ... )
(فليت عَهْدك إِذْ لم يبْق لي أبدا ... لم يبْق عِنْدِي عقابيلا من السقم)
لما كَانَ الصَّانِع غَائِبا عَن الإحساس سطرت قدرته فِي أَلْوَاح التكوين عجائب الكائنات ثمَّ وضعت الألواح فِي حجور الْعُقُول لِيَقْرَأهَا أذهان أَطْفَال الطباع فَإِذا أحذق الصّبيان وَحفظ الْمَكْتُوب محا السطور {إِذا الشَّمْس كورت وَإِذا النُّجُوم انكدرت}

اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست