responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 350
الْفَصْل الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ

يَا من شَاب وَمَا تَابَ أموقن أَنْت أم مرتاب من آمن بالسؤال أعد الْجَواب
(فَخذ للسير إهبته وبادر ... وجود جمع رحلك للذهاب)
(فقد جد الرحيل وَأَنت مِمَّن ... يسير على مُقَدّمَة الركاب)
أما أنذرك بَيَاض الشمط أما يبكيك قبح مَا مِنْك فرط إِلَى مَتى تجْرِي فِي الْهوى على نمط إِلَى مَتى تضيع وقتا مثله يلتقط لقد أحَاط بك الْمنون وَهَا أَنْت فِي الْوسط واستل التّلف سَيْفه عَلَيْك سَرِيعا وَاخْتَرَطَ يَا من يهفو وينسى وَالْملك قد ضبط يَا منفقا نعم الْمولى على الْعِصْيَان هَذَا الشطط إمح باعترافك قبح اقترافك وَقد انكشط وقم فِي الدجى وَاللَّيْل قد سجى فَرب عَفْو هَبَط قد نَصَحْتُك بِمَا أسمعتك وَقد أوقعتك على النقط
يَا مغمورا بِالنعَم مَعْدُوم الشُّكْر كلما لطفنا بك قابلتنا بالمخالفة إِنَّه لَا عجب من ترك الشُّكْر إِنْفَاق النعم فِي مُخَالفَة الْمُنعم هَذَا عود الْعِنَب يكون يَابسا طول السّنة فَإِذا جَاءَ الرّبيع دب فِيهِ المَاء فاخضر وَخرج الحصرم فَإِذا اعتصر النَّاس مِنْهُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ طول السّنة قلب فِي لَيْلَة خلا فبانقلابه يُوجب لِلْعَقْلِ الدهش من صنع صانعه وقدرة خالقه فَيَنْبَغِي أَن يفرغ الْعقل للتفكر فَيَأْخُذ الْجَاهِل الْعِنَب فَيَجْعَلهُ خمرًا فيغطي بِهِ الْعقل الَّذِي يَنْبَغِي أَن يحسر عَن رَأسه قناع الْغَفْلَة {وَمن يضلل الله فَمَا لَهُ من هاد} وَيحك قد أطعمتك إِيَّاه

اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست