responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 208
يركد الكدر تلمح سَبَب هَذَا التكدير فَمَا يخفى الْحَال على متلمح كنت مُقيما فِي دَار الْإِنَابَة نظيفا فسافرت فِي الْهوى فعلاك وسخ أَفلا تحن إِلَى النَّظَافَة أَلا يُحَرك البدوي ذكر نجد
طَال مرضك وَالْيَوْم بحران أَتَدْرِي مَا البحران تَجْتَمِع الْقُوَّة وَالْمَرَض فيختصمان فَإِن تحلبته جَاءَت الْعَافِيَة وَإِن تحلبها فالهلاك هَذِه سَاعَة بحرانك وَالْعقل يُقَاوم الْهوى فَانْظُر من يغلب وَاعجَبا كَيفَ يستأسر أَسد لثعلب يَا مستهانا فِي خدمَة النَّفس أخرج إِلَى ديار الْقلب تعز الفيلة فِي الْهِنْد عوامل تنقل رجال الْقَوْم وتخدمهم فَإِذا خرجت إِلَى من يعرف قدرهَا أكرمت الْعود فِي بِلَاده خشب فَإِذا سوفر بِهِ إِلَى طَالب الطّيب أعز تفاح اصبهان فِي بَلَده فَاكِهَة فَإِذا جِيءَ بِهِ إِلَى الْعرَاق دلّ على الطباع اللطيفة بريحه الفهد فِي الصَّحرَاء بَهِيمَة فَإِذا وَقع بيد من يعرفهُ غضب فيترضى الْبَازِي فِي الْبَريَّة طَائِر فَإِذا صيد فسريره كف الْملك
يَا مُخْتَار الْكَوْن وَمَا يعرف قدر نَفسه أما أسجدت الْمَلَائِكَة بالْأَمْس لَك وجعلتهم الْيَوْم فِي خدمتك لما تكبر عَلَيْك إِبْلِيس وَقد عبدني سِنِين طردته أفتصافيه على خلافي {أفتتخذونه وَذريته أَوْلِيَاء من دوني} أَنا الْقَائِل قبل وجود أَبِيك للْمَلَائكَة {إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة} اطلعوا من خوخات تعبدكم فانظروا مَا أصنع أخذت قَبْضَة من تُرَاب فَصَبَبْت عَلَيْهَا قطرات من مَاء {مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ} قَالَ التُّرَاب وَالْمَاء وَأي قدر لنا فَنزل دَار تواضعهما عَزِيز {ونفخت فِيهِ من روحي} فانضم صدف بَحر الْبدن على در الْقلب فانعقد فَصَارَ عرشا لصفة ويسعني
خلا المثقف بالطفل دَاخل الْبَيْت فسطر فِي لوح سره الْعلم {كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان} وَأخرجه يَوْم التَّخْيِير وَقد حذق الْمَكْتُوب فَقَالَ {أنبئهم بِأَسْمَائِهِمْ} ثمَّ قيل لَهُ لَا يحْتَمل مَوضِع الْخلْع

اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست