responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 175
أَيْن الْفَهم والتأمل إِن لم يكن جميل فَلْيَكُن تجمل أخواني قد دنا الترحل لَا بُد وشيكا من التَّحَوُّل
رقيبكم يَا غافلين لَا يغْفل أتذكرون الذُّنُوب بِلَا تململ يَا من يعد بِالتَّوْبَةِ كم تمطل يَا ملازما للهوى كم تعدل الْمعاصِي سم والقليل مِنْهُ يقتل
يَا هَذَا الدُّنْيَا وَرَاءَك وَالْأُخْرَى أمامك والطلب لما وَرَاءَك هزيمَة إِنَّمَا يعجب بالدنيا من لَا فهم لَهُ كَمَا أَن أضغاث الأحلام تسر النَّائِم لعب الخيال يحسبها الطِّفْل حَقِيقَة فَأَما الْعقل فَيعلم مَا وَرَاء السّتْر
(رَأَيْت خيال الظل أكبر عِبْرَة ... لمن هُوَ فِي علم الْحَقِيقَة راق)
(شخوص وأشباح تمر وتنقضي ... جَمِيعًا وتفنى والمحرك بَاقٍ)
كم أتلفت الدُّنْيَا بيد حبها فِي بيد طلبَهَا كم ساع سعى إِلَيْهَا سعي الرخ ردته معكوسا رد الفرازين الدُّنْيَا نهر طالوت والفضائل تنادي {فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني} فَإِذا قَامَت الْفَاقَة مقَام ابْن أم مَكْتُوم أبيحت لَهَا رخصَة {إِلَّا من اغترف} فَأَما أهل الْغَفْلَة فارتووا فَلَمَّا قَامَت حَرْب الْهوى ثبطتهم البطنة فَنَادوا بألسنة الْعَجز {لَا طَاقَة لنا} وَأَقْبل مضمن الْجد فحاز قصب السَّبق كل الشَّرّ فِي الشره واللذة خناق من عسل من تبصر تصبر الحزم مَطِيَّة النجح الطمع مركب التّلف التواني أَبُو الْفقر البطالة أم الخسران التَّفْرِيط أَخُو النَّدَم الكسل إِبْنِ عَم الْحَسْرَة مَا يحصل برد الْعَيْش إِلَّا بَحر التَّعَب مَا الْعِزّ إِلَّا تَحت ثوب الكد على قدر الإجتهاد تعلو الرتب لما صابر النضو مشقة السّير معرضًا عَن أَعْرَاض المطاعم زين بالجلال يَوْم الْعِيد وَلما تكاسلت

اسم الکتاب : المدهش المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست