عقيل الحنبلي ـ رحمه الله ـ:" وما كان العشق إلا لأرعن بطال، وقل أن يكون في مشغول ولو بصناعة أو تجارة، فكيف بعلوم شرعية أو حكمية؟ "1
5 ـ الصحبة السيئة:
فالصحبة السيئة تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتجر المرء إلى الخنا والرذيلة، وتبعده عن كل خير وفضيلة؛ ذلك أن المرء يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه؛ فالصاحب ساحب والطبع استراق.
فالذي يجالس أهل السوء لابد أن يناله من سوءهم، ولو لم يأته من ذلك إلا أنه يقارن أفعاله بأفعال السيئة، فيستقل سيئاته بجانب سيئاتهم، وفيقوده ذلك إلى الجرأة والإقدام، على فعل الموبقات والآثام، ومن هنا تبدأ رحلة الشذوذ والانحراف [2].
وصدق البارودي حين قال:
تعست مقارنة اللئيم فإنها ... شرق النفوس ومحنة الكرماء
أنا في زمان قلب[3] ومعاشر ... يتلونون تلون الحرباء
قد أصبحوا للدهر سبة ناقم ... في كل مصدر محنة وبلاء
وأشد ما يلقى الفتى من دهره ... فقد الكرام وصحبة اللؤماء 4
6 ـ التدخين:
فالتدخين شر وبلاء عند جميع العقلاء، والتدخين بداية الرحلة
1 الآداب الشرعية لابن مفلح 3/126. [2] انظر بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، الحديث رقم 68، ص 224، ومن مشكلات الشباب للشيخ ابن عثيمين ص 19 ـ 20، ومن تجالس للشيخ عبد الله الجعيثن، 36 ـ 44، وانظر الجليس الصالح للشيخ عبد الله الجار الله، وقرناء السوء دمروا حياتي لنوال بنت عبد الله. [3] أصل الكلمة في الديوان ((غادر)) ولعل كلمة ((قلب)) أصح وأصوب، كما أنها لا تغير المعنى ولا الوزن.
4 ديوان البارودي 1/73.