القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب، وكلما ازداد خبثا ـ ازداد من الله بعدا ". 1
وقال ـ رحمه الله ـ في موطن آخر متحدثا عن العشق، وأن اللواط سبب له: "وهذا داء أعيا الأطباء دواؤه، وعز عليهم شفاؤه، وهو ـ والله ـ الداء العضال، والسم القتال، الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره، ولا اشتغلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره.
وهو اقسام:
تارة يكون كفرا، كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟! فهذا عشق لا يغفره الله لصاحبه، فإن من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك، وعلامة هذا العشق الشركي الكفري أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه، وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحق ربه، وطاعة ربه وطاعته ـ قدم حق معشوقه وطاعته على حق ربه، وآثر رضاه على رضاه، وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه ـ إن بذل ـ أردأ ما عنده، واستفرغ وسعه في مراضاة معشوقه وطاعته، والتقرب إليه وجعل لربه ـ إن أطاعه ـ الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته" [2].
ثم قال ـ رحمه الله ـ: " فتأمل حال أكثر عشاق الصور، هل تجدها إلا مطابقة لذلك؟ ثم ضع حالهم في كفة، وتوحيدهم في كفة، وإيمانهم في كفة
1إغاثة اللهفان ص70ـ71. [2] الجواب الكافي ص296ـ297.