اسم الکتاب : العملية الإرشادية المؤلف : الشناوي، محمد محروس الجزء : 1 صفحة : 379
رابعًا: الإرشاد باستخدام العلاقة الإرشادية مدخل
...
رابعا: الإرشاد باستخدام العلاقة الإرشادية
15- الإرشاد المتمركز حول الشخص:
الإرشاد باستخدام العلاقة الإرشادية يقصد به الطريقة التي اقترحها كارل روجرز[1] Rogers والتي عرفت في بدايتها بالإرشاد غير الموجّه Nondirective، ثم عرفت بالإرشاد "أو العلاج" المتمركز حول العميل Client Centered Therapy, وعرفت أخيرا باسم العلاج المتمركز حول الشخص Person Centered Therapy.
وتقوم نظرية روجرز التي تنتمي للمدرسة الظاهراتية Phenomenological على أن الإنسان مفطور على الخير، وأن الطفل حين يولد تكون لديه حاجة وحيدة هي تحقيق الذات، وفي البداية تكون الذات هي الكيان العضوي ويكون تحقيق الذات من خلال إشباع الحاجات العضوية "الفيزيولوجية" ثم تنمو الذات حيث يميز الطفل نفسه عمن يحيط به, وتنمو حاجتان فرعيتان هما الحاجة إلى التقدير الإيجابي من جانب الذات, والحاجة إلى التقدير الإيجابي من جانب الآخرين ومعهما تنمو ما عرفه روجرز بشروط الأهمية وهي الشروط التي يضعها الأشخاص ذوو الأهمية في حياة الطفل لتقديم التقدير الإيجابي له، فالتقدير الذي يحصل عليه الطفل من الآخرين هو تقدير مشروط يجعله يقبل بعض الخبرات ويضمها إلى ذاته؛ لأنها وافقت شروط الأهمية على حين يرفض بعض الخبرات أو ينكرها، أو يشوشها ويقابلها بحِيَل دفاعية نتيجة عدم استيفائها لشروط الأهمية، ومن هنا ينشأ عدم الانسجام المتمثل في القلق والدفاعات.
ويلخص روجرز "1959 ص226" تطور عدم الانسجام بين الذات والخبرة فيما يلي:
1- بمجرد أن تنمو شروط الأهمية, فإن الناس يستجيبون لخبراتهم الذاتية بطريقة انتقائية، فالخبرات التي تكون متسقة مع شروط الأهمية تدرك وترمز بصورة دقيقة في الوعي، أما الخبرات التي لا تتسق مع شروط الأهمية, فإنها تحرف أو تستبعد من الوعي.
2- بعد نمو شروط الأهمية, فإن الأفراد يحذفون من وعيهم تلك الخبرات التي تعتبر معاكسة أو متعارضة مع هذه الشروط؛ وبالتالي فإنهم يستبعدون من الذات بعض الخبرات التي قد تكون مفيدة لها. [1] أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس, جزاه الله خيرا.
اسم الکتاب : العملية الإرشادية المؤلف : الشناوي، محمد محروس الجزء : 1 صفحة : 379