اسم الکتاب : العملية الإرشادية المؤلف : الشناوي، محمد محروس الجزء : 1 صفحة : 270
الطريقة أن يقوم ملاحظ بتسجيل المرات التي حدث فيها السلوك الذي يدل على أداء جيد، أو أداء سيئ ويتم التسجيل على مستوى يومي، وعقب حدوث السلوك بقدر الإمكان، فقد يطلب المرشد من أحد المدرسين أن يسجل له أمثلة من تعاون الطالب، أو مخالفته على مدى أسبوعين أو ثلاثة.
وإذا انتقلنا إلى السؤال الثالث: كيف: كيف تتم الملاحظة؟ نجد أن هذا السؤال أيضا له أهميته، فقد يشتمل ذلك على التسجيل بالوسائل الآلية مثلا أجهزة التسجيل الصوتي، أو الفيديو بحيث يمكن للمرشد أن يستمع إليها أو يشاهدها، ويرتبط بهذا الجانب، أم أنه لا يكون ظاهرًا له؟ وعندما يكون الشخص القائم بالملاحظة ظاهرا لمن يلاحظهم، ويأخذ دورا معهم في نشاطهم، فإن هذا النوع من الملاحظة نطلق عليه الملاحظة بالمشاركة Participant observation، وهذا النوع من الملاحظة يعتبر وسيلة هامة في الدراسات الأنثروبولوجية، حيث -على سبيل المثال- قد يمضي أحد الباحثين الأنثروبولوجيين[1] بضعة أشهر مع إحدى القبائل التي يقوم بدارستها، وقد يشترك أحد المرشدين مع الطلاب في ألعابهم بينما يقوم بملاحظتهم، وعندما يقوم الباحث بهذا النوع من الملاحظة "الملاحظة بالمشاركة"، فقد يكون من الأفضل أن يؤجل كتابة ملاحظاته، وتسجيل التصرفات لحين انتهاء النشاط، وقد يكون القائم بالملاحظة ظاهرا لمن يلاحظهم، ولكنه لا يشترك معهم في صورة تفاعلية، وفي مثل هذه الحالات التي تكون الملاحظة فيها غير مشتملة على مشاركة يمكن الاستفادة بوسائل التقنية الحديثة -وعلى سبيل المثال يجري متابعة ضربات القلب لأحد المرضى في منزله، وفي العمل من خلال جهاز صغير، وذلك عبر موجات الراديو، ويعرف هذا الأسلوب بالقياس عن بعد Telemetry. [1] الأنثروبولوجيا: هو علم دراسة الإنسان.
تسجيل وترميز الملاحظة:
يعرف ويك "1968" Weik طريقة الملاحظة في البحوث بأنها:
اختيار وإثارة وتسجيل، وترميز تلك المجموعة من السلوكيات التي يقوم بها الكائن في الموقف، والتي تتفق مع الأغراض الأمبريقية، ومثل هذا التعريف يركز على أهداف العملية، وكذلك على خطة تنظيم البيانات، ويجب أن تكون الترتيبات الخاصة بجمع المعلومات وتحويلها إلى صورة كمية، متسقة مع أهداف القائم بالتقدير، فيجب على المرء أن يقرر أين، وماذا، وكيف، ومتى يلاحظ، وهناك اختلاف واضح داخل طرق الملاحظة بالنسبة للعمليات الأساسية للتسجيل والترميز، وعلى حين يستخدم باركر أسلوبا يعتمد على تسجيل ما يحدث في دفتر صغير، ثم يرمز بعد ذلك إلى وحدات، فإن آخرين مثل جونز، ريد وباترسون "1975" Jones Reid and Patterson يستخدمون نظاما للترميز السلوكي، حيث يقوم الملاحظ المدرب بترميز السلوكيات كما يراها عند حدوثها، ويظهر التسجيل الشخص، والوقت الذي وقعت فيه السلوكيات بترتيبها، وقد أعد الباحثون نظام ترميز من 28 مجموعة، وصفوا لها اختصارات من حرفين مثلا "Command = CA يبدأ"، "Laugh LA يضحك"، "Destructiveness = Ds تدمير"، وهكذا وهناك طرق أخرى للحصول على سجل كمي للملاحظة، وهو استخدام قوائم السلوك أو مقاييس التدريج، وسوف نفرد مناقشة خاصة لأدوات الملاحظة فيما يلي:
اسم الکتاب : العملية الإرشادية المؤلف : الشناوي، محمد محروس الجزء : 1 صفحة : 270