اسم الکتاب : العلم المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 9
الباب الأول: في تعريف العلم وفضله وحكم طلبه الفصل الأول: تعريف العلم.
لغة: نقيض الجهل، وهو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
اصطلاحًا: فقد قال بعض أهل العلم: هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: إن العلم أوضح من أن يعرف.
والذي يعنينا هو العلم الشرعي، والمراد به: علم ما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى، فالعلم الذي فيه الثناء والمدح هو علم الوحي، علم ما أنزل الله فقط.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" [1].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" [2].
ومن المعلوم أن الذي ورثه الأنبياء إنما هو علم شريعة الله عز وجل وليس غيره، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ورثوا للناس علم الصناعات وما يتعلق بها، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد الناس يؤبرون النخل أي يلقحونها قال لهم لما رأى من تعبهم كلامًا يعني أنه لا حاجة إلى هذا ففعلوا، وتركوا التلقيح، ولكن النخل فسد، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" [3].
ولو كان هذا هو العلم الذي عليه الثناء لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به؛ لأن أكثر من يُثنى عليه بالعلم والعمل هو النبي صلى الله عليه وسلم.
إذن فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، ولكني مع [1] متفق عليه رواه البخاري 71, 3116, 7312. ومسلم 1037. [2] رواه الترمذي 6282. وأبو داود 3641. وابن ماجة 223. وصححه الألباني في صحيح الجامع 6297. [3] صحيح رواه مسلم 263. وأحمد 3/152.
اسم الکتاب : العلم المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 9