اسم الکتاب : العلم المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 204
الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" [1]. متفق عليه.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، ومثل الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب، ولا طعم لها ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها" [2].
وعن أبي أمامة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرءوا القرآن، فإنه يأتي شافعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما" [3].
ولما كانت تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه بهذه المثابة هبَّ كثير من الشباب في بلادنا وغيرها إلى تلاوة الكتاب العزيز تعليمًا فأنشئت في بلادنا جماعات تحفيظ القرآن الكريم في مدن وقرى كثيرة تحت إشراف ورعاية وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتحق بها -ولله الحمد- جمّ غفير من الشباب ولم يقتصر نشاطها على الذكور، بل شمل النساء أيضًا وحصل بذلك خير كثير، حتى حفظ القرآن عن ظهر قلب كثير من هؤلاء الشباب، فالحمد لله رب العالمين.
وإنني لأحث إخواني الذين منَّ الله تعالى عليهم بالأولاد، أن يشجعوا أولادهم على الالتحاق بهذه الجماعات، وأن يتعاهدوهم حال التحاقهم، ويستعينوا على ذلك بالاتصال بالمسؤولين في هذه الجماعات للمتابعة. فإن تلاوة كتاب الله من أسباب الصلاح، وصلاح الولد خير للوالد في دنياه وبعد مماته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا [1] صحيح: رواه البخاري 4937. ومسلم 798. وأبو داود 1454. والترمذي 2904. [2] متفق عليه رواه البخاري 5427. ومسلم 797. [3] صحيح: رواه مسلم 804. وأحمد 5/251, 255, 257. صحيح: رواه مسلم 1631. والبخاري في الأدب المفرد 38. وأبو داود 2882. والنسائي 6/251. والترمذي 1376. وأحمد 2/372.
اسم الکتاب : العلم المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 204