هذا، وقد كان الداء الذي اشتكى منه هؤلاء: داء الاستسقاء [188] ، حيث اصفرّت ألوانهم، وعظمت بطونهم [189] ، (ولما كانت الأدوية المحتاجُ إليها في علاج هذا الداء هي الأدوية الجالبة، التي فيها إطلاق معتدل، وإدرارٌ بحسب الحاجة، وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها، فقد أمرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بشربها، فإن في لبن اللِّقاح جلاءً وتليينًا، وإدرارًا وتلطيفًا، وتفتيحًا للسُّدَد، إذ كان أكثر رعيها الشِّيْح [190] ، وهذا المرض - الاستسقاء - لا يكون
(186) الذَّرْبُ: هو الداء الذي يصيب المعدة فلا تهضم الطعام، ويَفْسد فيها فلا تُمسِكه، ويقال لمن أصيب بهذا الداء: ذَرِبٌ بطنُه انظر "النهاية" لابن الأثير (2/156) .. [187] أخرجه أحمد في مسنده (1/293) ، من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما. والحديث رجال إسناده ثقات ما عدا ابن لهيعةَ، وقد توبع، ويشهد له حديث أنس السابق. [188] داء الاستسقاء أو «الأوديما» : زيادة حجم السائل بين الخلايا وتراكمه في الأنسجة أو تجاويف الجسم، وغالبًا ما يسبِّب ذلك ورمًا، ومن أسبابه حدوث هبوط في القلب، وأمراض الكلى، وانسداد الأوردة أو الأوعية اللمفاوية، أو غير ذلك. انظر: شرح "الطب النبوي" تحقيق محمد البلتاجي (1/77) . [189] كما عند النَّسائي في سننه برقم (306) ، وبرقم (4035) . [190] الشيح عشب معمر أوراقه رمادية فضية اللون، وأزهاره صغيرة صفراء اللون، ورائحتها طيبة قوية، وهو نبات من أنواع العطارة الشائعة الاستعمال، وتنسب له فائدة ترياقية ضد السموم. انظر: شرح "الطب النبوي" بتحقيق محمد البلتاجي (1/78) .
اسم الکتاب : العلاج والرقى المؤلف : الجريسي، خالد الجزء : 1 صفحة : 99