responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 216
لَهُ إياك أَن تقاعده أَو تَتَكَلَّم مَعَه أَو مَعَ غَيره فِي شَيْء من هَذَا فَإِن أَبَا مَرْوَان أَتَانِي البارحة فِي نومي فَأَعْلمنِي بِكَذَا وَكَذَا
وَهَذِه حِكَايَة صَحِيحَة عَن ابْن وضاح وَفِي بعض طرقها ان ابْنه قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي جعل أَبَا مَرْوَان وَكيلا علينا فِي حَيَاته وَبعد مماته
وكما يتَأَذَّى الْمَيِّت رَحِمك الله بِمَا يسمع من الْكفْر فَكَذَلِك يتَأَذَّى بِمَا يسمع من الْفُحْش والهجر وَلكنه أَذَى دون أَذَى فَوَاجِب عَلَيْك أَلا تؤذيه بِقَلِيل وَلَا كثير وَإِن لم تَنْفَعهُ فَلَا تضره
وَاعْلَم أَن الْمَيِّت كالحي فِيمَا يعطاه وَيهْدِي إِلَيْهِ بل الْمَيِّت أَكثر وَأكْثر لِأَن الْحَيّ قد يسْتَقلّ بِمَا يهدى إِلَيْهِ ويستحقر مَا يتحف بِهِ وَالْمَيِّت لَا يستحقر شَيْئا من ذَلِك وَلَو كَانَ مِقْدَار جنَاح بعوضة أَو وزن مِثْقَال ذرة لِأَنَّهُ يعلم قِيمَته وَقد كَانَ يقدر عَلَيْهِ فضيعه
وَمِمَّا يدلك على صِحَة وُصُول مَا يهدي الْحَيّ إِلَى الْمَيِّت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ
فدعاء الْوَلَد يصل إِلَى وَالِده وَينْتَفع بِهِ وَكَذَلِكَ أمره عَلَيْهِ السَّلَام بِالسَّلَامِ على أهل الْقُبُور وَالدُّعَاء لَهُم مَا ذَاك إِلَّا لكَون الدُّعَاء لَهُم وَالسَّلَام عَلَيْهِم يصل إِلَيْهِم ويأتيهم وَالله أعلم
ويروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْمَيِّت كالغريق فِي قَبره ينْتَظر دَعْوَة تلْحقهُ من ابْنه أَو أَخِيه أَو صديق لَهُ فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَالْأَخْبَار فِي هَذَا كَثِيرَة
قَالَ بشر بن مَنْصُور كَانَ رجل زمن الطَّاعُون يخْتَلف إِلَى الْمَقَابِر ثمَّ يسْتَقْبل الْقُبُور فَيَقُول أَمن الله روعتكم آنس الله وحشتكم رحم الله غربتكم تقبل الله حسناتكم تجَاوز الله عَن سَيِّئَاتكُمْ لَا يزِيد على هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات قَالَ الرجل فَانْصَرَفت ذَات يَوْم وَلم أدع فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم خلقا

اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست