اسم الکتاب : الطريق إلى الامتياز المؤلف : إبراهيم الفقي الجزء : 1 صفحة : 137
فكن من الصابرين؛ لأنك فعلت كل شيء، ولم تستطع فعل أي شيء في الوقت الحاضر، فالصبر إن الله يحب الصابرين.
عبدي أطعني أجعلك عبداً ربانيًّا تقول للشيء كن فيكون
فالله - سبحانه وتعالى - يحب إذا عزمت أن تتوكل عليه، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [1] ، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [2] .
فقال الشاب: وإذا صبرت هل هذه هي نهاية المطاف؟
فابتسم الرجل وقال له: كما قلت لك أيها الشاب: إن نهاية المطاف هي بداية مطاف جديد، ونهاية هذا المطاف الجديد هي بداية مطاف آخر جديد، ولا يتوقف ذلك حتى النهاية، إلا وقد انتهت الحياة بنهاية الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه لم ينته ولكن علمه وأسلوبه وطريقته وأخلاقه وعلومه وما أعطاه الله - صلى الله عليه وسلم - له ما زال مستمراً، وسيكون مستمراً إلى يوم الدين، وهذا ما فعله الله - سبحانه وتعالى - مع الرسل والأنبياء والصحابة ومع الأولياء، وهذا ما فعله الله - سبحانه وتعالى - أعطانا لكي تستمر عجلة المعرفة، وهذه العجلة تعطي فتعطي، وعندما تأخذها أنت فتعطيها تصبح قناة وصل تأخذها من المولى - عز وجل - وتعطيها للآخرين، فأصبحت أنت القناة، فتتمتع بما [1] سورة آل عمران: 159. [2] آل عمران: 146.
اسم الکتاب : الطريق إلى الامتياز المؤلف : إبراهيم الفقي الجزء : 1 صفحة : 137