responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الضياء اللامع من الخطب الجوامع المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 125
الأمور التعبدية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأصل في أوامر النبي صلى الله عليه وسلم التعبد والوجوب حتى يقوم دليل على خلاف ذلك قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] الفتنة فتنة الدين قد يرد المرء أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فيزيغ قلبه، فيهلك، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحية، وأمر بمخالفة المشركين، فإذا فرض أن من المشركين الآن من يعفي لحيته، فإننا لن نترك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها من أجل أن بعض المشركين يعفيها، لأن المشرك الذي يعفيها هو المتشبه بنا، ولسنا نحن المتشبهين به، ومن الفطرة السواك، لأن فيه تنظيفا للأسنان، وما يتسوك عليه من الفم، ويتأكد السواك عند المضمضة في الوضوء، وعند الصلاة، وعند القيام من النوم، وإذا دخل الإنسان بيته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل البيت، فأول ما يبدأ به السواك، ومن الفطرة استنشاق الماء؛ لأنه ينظف الأنف من الأوساخ، وقص الأظفار من الفطرة؛ لأن الأظفار إذا طالت اجتمع فيها من الأوساخ ما يكون ضررا على الإنسان، وغسل البراجم من الفطرة والبراجم هي الفروض التي بين مفاصل الأصابع؛ لأنها قد تجمع أوساخا، فمن الفطرة تعاهدها، وغسلها، ومن الفطرة نتف الآباط؛ لأن الشعر فيها يجمع أوساخا تحدث منها رائحة كريهة، والنتف يزيل الشعر، ويضعف أصولها، فمن لم ينتف الإبط، فليلحقه، أو يجعل فيه شيئا يزيله، وحلق العانة من الفطرة، وهي الشعر النابت حول القبل؛ لأن في ذلك تقوية للمثانة، ولأن بقاء الشعر يجمع أوساخا قد يكون فيه ضرر على المثانة التي هي مجمع البول، وقد وقت النبي صلى الله عليه وسلم في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة، وأما الاستنجاء، فإنه من الفطرة، لأنه تطهير للمحل الذي يخرج منه البول أو الغائط. وأما الختان وهو ما يسمى بالطهار فهو من الفطرة؛ لأنه يكمل الطهارة، وفعله في زمن الصغر أفضل. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ - مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 30 - 32] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . . الخ.

اسم الکتاب : الضياء اللامع من الخطب الجوامع المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست