responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الضياء اللامع من الخطب الجوامع المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 105
الإخوة؟ هل من الإخوة أن تخدعه؟ أن تغدر به إذا عاهدته أن تغشه إذا عاملته؟ هل من الإخوة أن تتبع عوراته؟ فتعلنها، وتنظر إلى حسناته بعين الأعشى، فتسترها هل من الإخوة أن تعتدي على عرضه تغتابه فتأكل لحمه ميتا في كل مجلس؟ لقد شاعت هذه المعصية في الناس، وتهاونوا بها، واحتقروها مع أنها من كبائر الذنوب، «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة، فقال: " هي ذكرك أخاك بما يكره فقيل: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كانت فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهته» . ولقد صارت الغيبة في مجتمعنا عند بعض الناس من فواكه المجالس حتى لا تعمر مجالسهم إلا بها نسأل الله لنا ولهم الهداية.
نعود إلى الحديث فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» ما أعظم هذا من ثواب نقد عاجل يكون لأخيك الحاجة، فتقوم بها، وتعينه عليها، فيقوم الله بحاجتك، ويعينك عليها فحقيق بمن آمن بهذا - وكلنا نؤمن به إن شاء الله - حقيق أن يكون في حاجات إخوانه دائما يغيث الملهوف، وينصر المظلوم، ويعين العاجز، ويصلح بين المتخاصمين، ويؤلف بين المتعاديين، ويقضي حاجة من لا يستطيع قضاءها، فيطعم الجائع، ويكسو العاري، ويسقي الظمآن، ويدل الأعمى على الطريق، ومن كان في حاجة أخيه - قليلة كانت أو كثيرة - كان الله في حاجته، والجزاء من جنس العمل، ومن كان الله في حاجته، فلا بد أن تقضي حاجته، وتيسر أموره. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 102 - 103] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . الخ.

اسم الکتاب : الضياء اللامع من الخطب الجوامع المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست