responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 328
وسمعته يَقُول: استخرج اللَّه منه هذه المقالة يَعْنِي قَوْله: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] لتكون متنفسا لضعفاء هذه الأمة.
وَقَالَ بَعْضهم: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44] وَلَمْ يقل: صبورا لأنه لَمْ يكن جَمِيع أحواله الصبر بَل كَانَ فِي بَعْض أحواله يستلذ البلاء ويستعذبه فلم يكن فِي حالة الاستلذاذ صابرا فلذلك لَمْ يقل صبورا.
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ يَقُول: حقيقة الصبر الخروج من البلاء عَلَى حسب الدخول فِيهِ مثل أيوب عَلَيْهِ السَّلام قَالَ فِي آخر بلائه: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83] فحفظ أدب الْخَطَّاب حيث عرض بقوله: {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83] وَلَمْ يصرح بقوله ارحمني.
واعلم أَن الصبر عَلَى ضريين صبر العابدين وصبر المحبين فصبر العابدين أحسنه أَن يَكُون محفوظا وصبر المحبين أحسنه أَن يَكُون مرفوضا.
وَفِي معناه أنشدوا:
تبين يَوْم البين أَن اعتزامه ... عَلَى الصبر من إحدى الظنون الكواذب
وَفِي هَذَا المعني سمعت الأستاذ أبا عَلي رحمه اللَّه تَعَالَى يَقُول أصبح يعقوب عَلَيْهِ السَّلام وَقَدْ وعد الصبر من نَفْسه فَقَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 83] أي: فشأني صبر جميل , ثُمَّ لَمْ يمس حَتَّى قَالَ {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 84] .

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست